اجتماع لصياغة الدستور العراقي
قالت مصادر مطلعة إن نحو عشرة من كبار الزعماء العراقيين، يمثلون الحكومة المؤقتة التي يقودها الإسلاميون الشيعة ورئيس الوزراء الشيعي العلماني السابق اياد علاوي والأكراد والسنّة، أجروا مناقشات مكثفة السبت لإنجاز مسودة الدستور.
وأكد مفاوضون السبت أن دبلوماسيين أمريكيين قدموا تنازلات للإسلاميين فيما يتعلق بدور الدين في التشريع بالعراق.
ويسابق المفاوضون الزمن تحت ضغط أمريكي مكثف للتوصل إلى اتفاق قبل الموعد النهائي المحدد الذي يحل بعد 48 ساعة للانتهاء من صياغة مسودة الدستور.
وتولى السفير الأمريكي لدى العراق زالماي خليل زاد رعاية اجتماعات مكثفة، منذ تفادى البرلمان حل نفسه بمنحه لجنة صياغة الدستور أسبوعا آخر مهلة لتسوية الخلافات المتعلقة بالحكم الذاتي الإقليمي وتوزيع عائدات النفط.
وتؤكد واشنطن، التي لا يزال لها 140 ألف جندي في العراق، حرية العراقيين في حكم أنفسهم، لكنها أوضحت بجلاء أنها لن تساند نوعا من حكم رجال الدين مماثل للموجود في إيران.
وقال مفاوضون من الشيعة والسنّة والأكراد إن هناك اتفاقا على دور أكبر للشريعة الإسلامية، وفقا لرويترز.
وأكد مسؤول في أحد الأحزاب الشيعية الإسلامية الرئيسية المشاركة في الحكومة ما تردد عن اتفاق بشأن دور الإسلام.
ولم تعرف التنازلات التي يحتمل أن الشيعة قدموها في المقابل، لكن مطالبتهم بحكم ذاتي في الجنوب الغني بالنفط وهو ما أصر عليه الزعيم الإسلامي عبد العزيز الحكيم في وقت سابق من الشهر الجاري، يُحتمل أن تتراجع في مواجهة معارضة السنّة لهذا الاتجاه.
وقال سياسي علماني كردي إن الأكراد يعارضون أن يصبح الإسلام "المصدر الرئيسي للتشريع" بحيث تتفق جميع القوانين مع الشريعة الإسلامية، بدلا مما سبق النص عليه في قانون إدارة الدولة المؤقت من أن الإسلام "مصدر رئيسي للتشريع."
ويعني الإخفاق في الانتهاء من صياغة مسودة الدستور بحلول منتصف ليلة 22 أغسطس/ أب، أن يضطر العراقيون لإجراء انتخابات جديدة وبدء العملية الدستورية برمتها من نقطة الصفر.
لكنّ تأجيل الموعد النهائي مرة أخرى قد يكون أكثر احتمالا، حيث تؤكد واشنطن أن الدستور عنصر رئيسي في خطتها لتقويض التمرد السنّي، وتسليم السلطة لحكومة عراقية تستطيع الدفاع عن نفسها بعد انسحاب القوات الأمريكية.
وخرج مئات العرب السنة الى الشوارع في مدينة كركوك بشمال العراق السبت احتجاجا على الفيدرالية التي تمثل طموح الاكراد في ضم المدينة الغنية بالنفط إلى منطقتهم.
وإلى ذلك، قال الرئيس الأمريكي جورج بوش، الذي يواجه معارضة متزايدة من الرأي العام لطريقة معالجته لموضوع العراق، إن القوات الأمريكية في الخارج تقاتل لحماية الأمريكيين من الإرهاب داخل وطنهم كما حدث في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.
وأكد بوش في خطابه الاذاعي الأسبوعي أن "قواتنا تعرف أنها تقاتل في العراق وأفغانستان وغيرهما لحماية مواطنيها الأمريكيين من عدو متوحش."
وأضاف "ما لم نواجه هؤلاء الأشرار في الخارج، فسنضطر لمواجهتهم يوما في مدننا وشوارعنا."
أخــــــــوكم
العرض الشجري
