من مقامات السميري ..
مقامات عصريه للبخل ...
القت عصا الترحال عند احد الرجال فاستقبلنى بالترحاب قبل ان ادخل مع الباب وهش وبش ثم قال : انت تصل الارحام وتزور ابناء الاعمام فلا تستحق الى الشحك واللحم ومختلف انواع الطعام والان قبل ان تشرب هذا الماء انى ادعوك للعشاء وان لم يكن فالغداء فاعتذرت وقلت انا من اهل الدار ... ؟
فلست بحاجه الى كثير من الطعام يكفينى اى نوع من الطعام فقاطعنى وقال : كيف
وانت ضيف فلا بد مما ليس منه بد .. وان لم احلف بالله فعشاؤك سيكون جدي سمين .. فخرجت لقضا حوائجى ثم عدت ادراجى ومنيت نفسى بأن اتناول الشوى قبل العشاء وكان الليل قد اجلب بخيله وحط برجله ,, ونورت السماء بنور القمر فى ليلة اربعه عشر فدخلت المجلس لا جلس فاذا بضعه رجال فقاموا فى الحال فالقيت عليهم تحيه الاسلام وقلت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
فصافحت وعانقت وقبلت ثم ما فتأت ان جلست فحدثتنى نفسى ان هنا لى وليمة ولا شك انها عظيمة والا فلما حضر هؤلاء فى هذا المساء ثم حضر مضيفنا وجلس الينا فما زلنا فى سمر وحديث مستمر فطال الكلام من هؤلاء الانام فجال فى خاطرى الا شواء ولكن اين العشاء ؟؟ اين الكبش السمين ولماذا لا ياتون به فى هذا الحين فلقد مضى اكثر الليل فلم يبق منه الا القليل وبعد جلسنا حتى مللنا جاء الطعام فصرمت حبال الكلام فقمنا بسرعه ولم نفكر فى الرجعه ولكننى تفأجات حينما نظرت وقل عندى الابتهاج حينما ابصرت الدجاج ؟؟ فكيف تحول الجدي المحشى الى دجاج مشوى ؟ وكيف تحول اللحم الاحمر الى لحم ابيض واصفر .. اما الدجاجات فكانت ثلاث فأكل الحاضرون لحمها قبل عظمها فكأنهم فى ساحه للحرب وكأنهم فى ميدان للضرب وكأنهم فى لم يذوقوا منذ ايام ... فقمت عجلا لا وجلا ثم رجعت مكانى وجعلت شخصهم قيد عيناي فقلت ما بال هؤلاء القوم كأنهم اصيبوا بالنوم .. ؟
التفت اليه وقلت : هل كرم الضيافه له حد .. وهل فى مقام الضيف أخذ ورد
فنظر الى وقال ان لديك لامراً ما كرر وقال اصدقنى الخبر ودع اللجاج فهل تشير الى الدجاج قلت : نعم قال : انت لا تملك عقار حتى يكون لك مقدار ولست من ذوى المناصب العليا ختى ينظر لك اهل الدنيا فليس وراءك مصالح ولو كنت رجلا
صالح فيجدون عليك بالسان ويطعمونك من ارخص الاثمان اما اللحوم الحمراء والفواكه الصفراء والخضراء فهى لبعض الرجال الذين هم من أهل الاموال ففيهم تكون الحاجه ولو كان أحدهم لا يساوى الدجاجه وهم يستحقون التبجيل والاحترام ولو كان احدهم من اللئام ومضيفك هذا يظن نفسه ماذا ؟؟ أيظن نفسه خالد وهو ليس
بخالد قكيف يطعمك الهزيل ويرضى لغيرك بالجميل والاضياف ليس لهم اصناف
فهم اضياف وليس بينهم اختلاف الا عند المنافقين وجماعه الافاقين الذين تأثروا بالماديات فجعلوها من الضروريات وكيف جمع بين قبيحين وزواج بين صفتين
فأطعمك بخلا وكذبا وكأنه لم يصنع ذنباً فدعاك للـوليمه ولم يعتبر لك قيمة ...
ولقد أشمأز العرب من البخلاء وفضلوا عليهم الجهلاء فالبخيل صاحب تكليف والجاهل رفع عنه التكليف والكرم صفه الرحمن فهو الكريم المنان وهو فضل
لا يعطيه الا من أحب وهو فضل الله فلا فوز به الا من ارتضاه فجعله فى الانبياء
والصالحين وخص به عبادة المصطفين ثم قطع كلامه وتوقف وقال انا لا أتأفف
ولكن حان وقت النوم فلنعد لاولئك القوم وحانت ساعه الانطلاق وقرب موعد الفراق
وخير الكلام ما ختم بالصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمدا صلا الله عليه وسلم
العرض العادي
