بسم الله الرحمن الرحيم 0
الصبر
: إن الصبر بمعناه العام هو حبس النفس على ما يقتضيه العقل و الشرع أو عما يقتضيان حبسها عنه.فإن كان حبس النفس لمصيبة سمي صبراً، و إن كان في محاربة سمي شجاعة و يضاده الجبن، وإن كان في إمساك الكلام سمي كتماناً و يضاده المذل
أنواع الصبر :
1 ــ صبر على طاعة الله بالجهاد وأداء الحقوق 0
2 ــ صبر عن معاصي الله ، بالكف عما حرم الله قولا وعملا 0
3 ـــ صبر على قضاء الله وقدره مما يصيب الناس من جراح أو قتل أو مرض أو غير ذلك 0
الصبر في كتاب الله
وهنا بعض الأيات التي ورد فيها ذكر الصبر :
﴿وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾(( الأنفال ))0
﴿وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ﴾(( البقرة )) 0
﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ ﴾(( النحل )) 0
فهذا بعض الأمثلة على ذكر الصبر في القرآن وإلا فالأيات التي وردت في الصبر كثيرة 0
الصبر في السنة المطهرة
1 ــ ((إن الله تعالى قال إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه ثم صبر عوضته منهما الجنة)) [رواه البخاري] (( ومعنى حبيبتيه : عينيه )) 0
2 ــ (( أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلباً وعنده صبر قوي زيد له في البلاء ليزداد أجراً)){ رواه الترميذي وحسنه الألباني } 0
3 ــ (( إنما الصبر عند الصدمة الأولى)).[رواه البخاري].
فضل الصبر
للصبر فضائل كثيرة منها: أن الله يضاعف أجر الصابرين على غيرهم، ويوفيهم أجرهم بغير حساب، فكل عمل يُعرف ثوابه إلا الصبر، قال تعالى: ﴿إنَمَا يُوَفَى الصَابِرُونَ أجّرَهُم بِغَيرٍ حِسابٍ﴾ [الزمر:10]. وأن الصابرين في معية الله، فهو معهم بهدايته ونصره وفتحه، قال تعالى: ﴿ إنّ الله مَعَ الصّابِرينَ ﴾[البقرة:153]. قال أبو على الدقاق: ( فاز الصابرون بعز الدارين لأنهم نالوا من الله معية ).
وأخبر سبحانه عن محبته لأهله فقال: ﴿وَاللّهُ يُحِبُ الصّابِرِينَ ﴾[آل عمران:146] وفي هذا أعظم ترغيب للراغبين. وأخبر أن الصبر خير لأهله مؤكداً ذلك باليمين فقال سبحانه ﴿وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصَابِريِنَ ﴾النحل:126]. وجمع الله للصابرين أموراً ثلاثة لم يجمعها لغيرهم وهي: الصلاة منه عليهم، ورحمته لهم، وهدايته إياهم، قال تعالى ﴿وَبَشّرِ الصّابِرينَ 0 الّذِينَ إذَآ أصَا بَتتهُم مُصِيَبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وَإنّآ إلَيهِ راجِعُونَ 0 أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌُ مِن رّبِهِم وَرَحمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ ﴾[البقرة:155-157].
وقال بعض السلف وقد عُزِي على مصيبة وقعت به: ( مالي لا أصبر وقد وعدني الله على الصبر ثلاث خصال، كل خصلة منها خير من الدنيا وما عليها ).
ومنها أيضاً أن الله علق الفلاح في الدنيا والآخرة بالصبر، فقال: ﴿يآأيُهَا الّذِينَ ءَامَنُوا اصبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتّقُوا اللّهَ لَعَلَكُم تُفلِحُونَ ﴾آل عمران:200]
نصيحة للصبر على الاستهزاء والتمسك بالآداب الإسلامية
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم : ع . ف . م . م وفقه الله لكل خير آمين .
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد : -
فأفيدكم بوصول رسالتكم المؤرخة بدون وصلكم الله بهداه ، وما تضمنته من بيان ما لحقكم من الأذى والمعاداة والاستهزاء والسخرية بسبب التزامكم وتمسككم بالآداب الشرعية من إعفاء اللحى وتقصير الثياب ، ولبس الفتيات للنقاب وتحجبهن إلى آخر ما ذكرت في رسالتك - كان معلوما .
وأوصيك ومن معك بلزوم الآداب الشرعية من إعفاء اللحية وتوفيرها وترك الإسبال وتحجب النساء والصبر على ذلك ؛ لأن ذلك من طاعة الله ورسوله ، ولا يضرنكم انتقاد المنتقدين واستهزاء المستهزئين ، ولكم أسوة في الرسل عليهم الصلاة والسلام ، فقد صبروا على الأذى وبلغوا رسالات ربهم .
أما ما ذكرتم حول إبراقي للرئيس حسني مبارك بالتهنئة والمبايعة فلا أذكر أنه صدر مني شيء في ذلك مع دعائي له بالتوفيق والإعانة على كل خير وتحكيم الشريعة الإسلامية وحث الشعب المصري على التمسك بالإسلام والاستقامة عليه وإخلاص العبادة لله وحده ، وهكذا غيره من حكام المسلمين ندعو لهم جميعا بالتوفيق والإعانة على كل خير ، وأن ينفع الله بهم عباده ، ويكفي المسلمين شرهم ، وفقكم الله لكل ما فيه رضاه وبارك فيكم ، وأعانكم على كل خير ، وثبتكم على الحق إنه خير مسئول . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقووووووووول