بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، حمدًا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، والصلاة والسلام على الرحمة المهداة والنعمة المسداة، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.. أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان السبب الأول لأن أكتب هذا المقال هو أننا نقع في أخطاء عديدة في الدعاء، وهذه الأخطاء داخلة في باب الاعتداء في الدعاء.
" فكل سؤال يناقض حكمة الله، أو يتضمن مناقضة شرعه أو أمره، أو يتضمن خلاف ما أخبر به فهو اعتداء لا يحبه الله ولا يحب سائله ".
وفيما يلي ذكر لبعض صور الخطأ والاعتداء في الدعاء:
- أن يشتمل الدعاء على نوع من التوسلات الشركية: كأن يُدعى غير الله.
- أن يشتمل على التوسلات البدعية: كالتوسل بذات وجاه النبي صلى الله عليه وسلم.
- تمني الموت: فالأولى أن يدعو بقوله: " اللهم أحيني ما كانت الحياة خير لي، وتوفني ما كانت الوفاة خير لي ".
- الدعاء بتعجيل العقوبة: كأن يقول: " اللهم عجل عقوبتي في هذه الدنيا " والأولى له أن يسأل الله السلامة في الدارين.
- أن يدعو بما هو مستحيل: كأن يدعو بأن يخلد في الدنيا، أو أن يعطى النبوة، أو أن يعطى جبلا من ذهب.
- الدعاء بأمر قد فُرغ منه: كمن يدعو بأن يدخل الكفار النار إن ماتوا على كفرهم.
- أن يدعو بما دل الشرع على عدم وقوعه: كأن يدعو لكافر بأن يدخل الجنة بعد أن مات هذا الكافر على كفره.
- الدعاء على الأهل والأموال والنفس.
- الدعاء بالإثم: كمن يدعو الله بأن ييسر له الفساد والفجور.
- الدعاء بقطيعة رحم: كأن يقول اللهم فرق بين فلان وأخوه.
- الدعاء بانتشار المعاصي.
- تحجير الرحمة: كمن يقول اللهم أغث بلادنا فقط، أو اللهم ارزقني وحدي.
- أن يخص الإمام نفسه بالدعاء دون المأمومين.
- ترك الأدب في الدعاء: كأن يقول اللهم يا خالق الكلاب والحمير والعقارب ونحو ذلك.
- الدعاء على وجه التجربة والاختبار لله عز وجل: كأن يقول سأجرب وأدعو؛ لأرى إن كان سيستجاب لي أم لا!
- أن يكون غرض الداعي فاسدًا: كأن يسأل الله قوةً ومنصبًا ليظلم بهما الناس.
- أن يعتمد على غيره في الدعاء: كالذي لا يدعو الله بنفسه بحجة أنه مذنب وتجده دائمًا يطلب من العلماء والدعاة والصالحين أن يدعوا له.
- كثرة اللحن في الدعاء وترك الإعراب وخصوصًا من الأئمة.
- قلة الاهتمام باختيار الاسم المناسب أو الصفة المناسبة: كمن يقول اللهم أرحمني يا شديد العقاب.
- اليأس أو قلة اليقين بإجابة الدعاء.
- أن يفصل الداعي تفصيلا لا لزوم له: كمن يقول اللهم اغفر لآبائنا، وأمهاتنا، وإخواننا، وأجدادنا، وجداتنا، وخالاتنا، وأعمامنا، وعماتنا، ثم يمضي في تعداد أقاربه وجيرانه وأصدقائه... وكان يغنيه أن يقول اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات. ورحمة الله واسعة.
- دعاء الله بأسماء لم ترد في الكتاب ولا السنة: كقوله يا سلطان، يا غفران.
- المبالغة في رفع الصوت.
- الدعاء بـ ( اللهم إني لا أسألك رد القضاء، ولكن أسألك اللطف فيه): فهذا الدعاء يكثر على الألسنة وهو خطأ قال صلى الله عليه وسلم:" تعوذوا بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء ".
- تعليق الدعاء بالمشيئة: كأن يقول اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت.
- الإدلال على الله وترك التضرع: كمن يدعو دعاء المستغني بما عنده، المُدِلِّ على ربه.
- تصنع البكاء ورفع الصوت بذلك.
- ترك الإمام رفع يديه إذا استسقى في خطبة الجمعة.
- الإطالة بالدعاء حال القنوت، والداء بما لا يناسب المقصود.
هذا وأسأل الله العلي العظيم أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.