بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألم ومعاناة .. تجتاح قلبي حين أطالع شبابنا في الطرقات .. حين أرى الطالبات في أروقة الجامعة ..
بل وحتى الاطفال في بيوتنا .. والله إنه حال يندى له الجبين ,, ويتفطر له القلب المؤمن ..
تشبه الفتيات بنساء الغرب ليس وليد هذا الجيل فقط .. فقد بدا ذلك منذ زمن ..
وبالتحديد منذ أن دخل علينا ذلك المسخ البشع .. المسمى بالدش .. حمانا الله منه وأبعده عن ديارنا ..
كنت أراهم ــ ولا زلت ــ ولا أملك سوى أن آسف على حالنا الذي وصلنا إليه ..
في المدراس .. طالبات في عمر الزهور .. يغرهم كل ما يصل عن الغرب ..
وفي رياض الأطفال .. صغار لا يفقهون سوى أحرف الهجاء .. لكن في الموضة والتقليد لهم باع طويل ..
وفي الجامعات الحديث يطول .. أصغر الفتيات في الجامعة تجاوز عمرها الثامنة عشر .. ومع ذلك
فلها عقل طفلة في العاشرة .. يبهرها كل جديد .. ويجذبها كل غريب .. يبحثن عن التميز وهن عنه بعيدات ..
في الأفراح .. آآآآآه من الأفراح .. حالها أدهى وأمر .. من عري لعري .. رقص يطرب الشيطان ..
ولباس يبهجه .. وما خفي من المنكرات أعظم ..
سمعتهم كثيرا يتحدثون عن تقليد الشباب للصيحات الغربية في قصاتهم ولباسهم وغير ذلك ..
.. وكيف ان الحال وصل بهم لدرجة لبس السلاسل حول أعناقهم ..
لكني لم اكن اصدق ذلك .. أو أن عقلي الباطن رفض أن يصدق ما يسمع ..
حتى رأيتهم بأم عيني .. في إحدى الحدائق العامة ..
شباب تجاوزوا العشرين من العمر .. لكن العقول ؟؟؟ الله بها عليم ..
يلبسون الجنز كما ذكرت .. والتي شيرت ؟؟ ليس هذا ما أذهلني ..
بل منظرهم الشاذ .. يكاد البنطال يتقطع من ضيقه .. القميص بلون أحمر .. و بدون أكمام ؟؟؟
فتحة القميص كبيرة وبشعة ..وفي منتصفها وضع بعضهم النظارة ؟؟ صدر عاري تتدلى عليه سلسلة ؟؟؟
جوالات بنغمات لا معنى لها .. وسيجارة بين الأنامل .. وجه أمرد .. فلا أثر للحية أو شارب ..
يتضاحكوا كفتيات غنج .. يتمايلوا بغباء وبلاهة ..ــ وعذرا لمن يستحقون العذر ــ
فحقا كان المنظر يدل على مدى الغباء الذي وصلنا إليه .. فمالذي بقي من مظاهر الرجولة ؟؟
والله اني لدهشت من أشكالهم يومها .. ويشهد الله أني لم أستمتع بالنزهة أبدا ...
فقد كان ذاك المنظر مسجلا بعقلي ولم أستطع حذفه حتى يومي هذا ....
والله إنها ماساة نعيشها .. تقليدنا لليهود في كل شيء .. أغلب شبابنا وفتياتنا ينهجون نهج الكفار في
.. لباسهم .. مظهرهم .. مأكلهم ومشربهم .. حتى طريقة حديثهم ومشيتهم ..
و لم يبق سوى مسمى الدين .. ملتصقا بهم ..
وكثيرا منهم اصبح يرى في دينه قيدا وحرمانا من ملذاته وشهواته ..
عذرا إن كنت تركت العنان لقلمي ليسطر في صفحتك بعضا مما يشكوه القلب ...
وعذرا إن كنت أطلت وأطلت .. وسمحت لنفسي بالتعليق على كلماتك ..
لكنك لمست بكلماتك جرحا غائرا في قلوب الكثيرين منا .. جرحا لا يملك سوى أن ينزف بصمت ..
ولم أستطع منع أصابعي من مشاركتك الهم الذي يكدر نفوس أكثرنا ..
بارك الله فيك وفي قلمك .. وحماك الله .. ونفع بك الإسلام والمسلمين .. وزاد من أمثالك ..
فوالله نحن بحاجة لأمثالك ليرفعوا الغشاوة عن بعض من عبثت بهم أيدي الغرب ..
ليزيلوا الران الذي غطى قلوبهم .. ويمسحوا عنهم غبار الانبهار بالفكر الغربي ..
تحياتي لك .. واسال الله لك التوفيق والسداد ..