تزيَّنتْ
وكانت الليلةَ قُرمزيةُ الطالع
الشُموعُ وألوانُ الجدرانِ لوحةٌ تموجُ
بخيالِ أبطالِ روايةٍ رومنسية
العطرُ والبخورُ والظلُّ
و"الروج" وعقدُ الألماسِ
سمفونيةُ متناسقةُ اللحنِ والرسم..
طالت الساعات...
والوحدةُ تجرُّ ذيولَ الليلِ والفجرُ
والمرايا...
المرايا وحدها من تُعكس المشهدَ في عينها..
طالت الساعات... وبقيتْ هكذا وحيدة..
وبزغَ نورُ قصيدةٍ تحكي معاناتها لتقول:
******
أنا شاعر أقول الشعْر من صدْقـي ومـنْ دمّـي
ولا بَهْ غيـر أشْعـاري تواسينـي ف أسفـاري
قصيـدي مـا تعلَّمْتـهْ لقيتَـهْ ذايـب بْفـمّـي
عزفْت احروفي الأوْلى وحسّي نبْـض باوتـاري
أنا يوم اني حبيتكْ نقشْت احروفـك بْ عظمـي
نقّشْته نقـش فرعونـي وذاب الحبـر باسـراي
أنا لا قلْت (أحبكْ).. قالت أشعاري لهـا سمّـي
عبيد(ن) منْ قصيدي تفْـرش الدنيـا بأزهـاري
وانا وان قلْت (أكرَه)..نبْض وجداني يجي لمّـي
يعاتبني.. يقول الحرْف ما هو بنـت لافْكـاري
غريبه أنتي يا بْنيّهْ حَسَبْت الـدرب بِـكْ تمّـي
بعَدْ ما كنْت أبوْصلّكْ.. يعيد (الشـك) مشـوراي
تشكّيـن بْهـوى بالـي ولا فكرّتـي بْضـمّـي
وانا اللي ياما ضمّيتكْ..وصنْتكْ جَوْهره بْـ داري
نثـرْت احطامـي بْدرْبـكْ ولا فكرْتـي اتْلمّـي
بقايا مـا بقـى منّـهْ .. ولا علّيتـي مقْـداري
تشوفيني على ظنك حكايـا الشاعـر الوهمـي
أبدْ واللهْ.. أنا حرفيْ صدوق وْدمـي باحْبـاري
ولا ني طايش(ن) بالحيل أقول الشعْر منْ همّـي
علاقيم العُمُرْ يا بنت.. عقلـي وهْـج أنـواري
ولاني شايف(ن) حالي.. إذا شوف العُيوُنْ رسمي
ترى لو بسْ تمعَّنتي عَرَفتـي طيبـة اخْبـاري
فهمْتي شعْريّ السْامي أو انْـك زدْتـي ابذمّـي
أنا ماني بمجْبور(ن) أسولف لكْ عـن اشعـاري
أبكْتبْ قاف ابكتبْ حرْف من ظلْمي ومنْ غمّـي
يجيني الموت بالآخرْ وشعْري نهْـري الجـاري
على قبْري ألا ليتكْ.. إذا شفتـي القَبـرْ سمّـي
وحطّي ورْدة الجوريْ وقولي: مات مـنْ نـاري
العرض الشجري
