آه .. يا الدنيا
ليت هذه السنة لا تمر بي، ليت الذي أعرفه لا أعرفه، أمن المعقول أن أودع أعز و أغلى الصديقات في لحظة واحدة.. ؟! وأي صديقات:
تلك التي فضلتها على غيرها ،أم تلك التي أهوى كلامها، أو التي جعلت أسراري في أعمق نقطة في بِئرها،أم تلك التي لا أريد أن أودعها..، آه.. آه يا الدنيا.
..اسمع صوتٍ صداه يسأل:لماذا أنا وليس أحد غيري خُصت بذلك النداء ؟
من أنتِ ؟! ..سؤال سألته وخائفةٍ من إجابته.
أنا التي تليت تلك الآهات..تلك الآهات التي أشعر بأنها صادرة من قلب يتألم يحاول أن يخفف ما به من حزن بتلك الآهات، فما باله قلبك؟ من ماذا يشتكي؟.
ليته كان يشتكي من مرض لأُعالجه، ليته كان يشتكي من عدم القدرة على العمل لأستبدله بغيره. لكنه يشتكي من مفارقة أحبابه، خائفٌ من أن تتحول هذه الأيام إلى ذكريات، خائفٌ هو أن يملأ بالأحزان عوضاً عن الأفراح بعد مفارقتهم. فماذا عساي أن أفعل؟
أشعر بقلبي كأنه هو الذي يبكي فأصبحت دموعه تتحد مع دموع عيني لتشكل عقداً لنفسي الحزينة.
آه.. كم حزينة أنا يا دنيتي فلا أدري لمن هذه النفس الثكلى تبوح؟
لي أنا..
لكِِ أنتِ..هل لديك المقدرة لأن تتحملي هذه الأحزان؟هل ستسمحين لي أن أعبر عن شدة حزني بالصراخ في وجهك ؟
بالطبع فأنا مستعدة لأي شي، فلن تكوني أنتِ الأولى ولا الأخيرة التي تشكي ما بقلبها من هموم، بوحي لي بما تريدين تأكدي بأنني لن أغلق الأبواب في وجهك.
.. تائهتاً يا دنيا.. إلى أين لست أدري!
من موقعي في هذه الأرض.. أناديكِ
أستصرخك
إلى أين أهرب من هذه الأحزان
أصبحت أحتضر بين الأحزان و الأفراح
فما زلت لا تسمعين مني غير التنهدات ولا ترين غير الدموع.. ماذا أفعل؟..
أشعر بأنني لم أعد أقوى على البكاء، أشعر بأن بئر دموعي قد نفذ مابه من الدموع..
أين أنا يا الدنيا؟
حبذا لو تقولين
لقد تحول قلبي إلى ساحة معركة فالأحزان تنافس و الأفراح تحاول وفي النهاية الدموع تسيطر وعلى ماذا سوى قلبي. فهل تشعرين بي يا الدنيا أو تحسين؟!. |