إليها هناك
إليها هناك
إليهاهناك
إليها ..
وقد بللتني بأندائها
وولت كلونِ الفراش
حينَ يغيبُ..
ويتركُ في العينِ
بعض النتوءْ.
ورائحةُ القطرِ تبعثُ ميتاً
وتتركه في حقولِ الوجودِ
بدونِ وضوءْ..
سأولدُ بدراً
أُباركُ نفسي أخاً للشموسِ
وأجعلُ روحي
كشلالِ ضوءْ ؛
لأغسلَ حزن النوارسِ
من وخزاتِ الظلامِ البهيمِ ،
وألقي حبال بهائيَ
في اليمِ
تخرجُ بيضاءَ
من غير سوءْ.
وأنتِ هناكَ
على شفةِ البحرِ
تبنينَ من أمنياتكِ بيتاً
وتسقطهُ أدمعي في هدوءْ.
أنتي المرايا لقلبي
تتخضب بالأغنياتِ
على سفحِ هذا الصباحِ
وما بعد بوابة الوقتِ
وأنتي المرايا لقلبي
تترضب من شفة البدرِ ،
لا يبخلُ البدر
إلا على الطيرِ
تلك التي في مناقيرها تحملُ الجمرَ
أنتي المرايا لقلبي
تتوضأ في بركة النجم ،
تغمسَ أرواحها
في البريق المبخر بالحب.
أنتي المرايا لقلبي
تتحطم
إذ لامستها أصابع سحري
وإذ غمرتها سحائب شوقي
بما لا محلّ له في اللغةْ.
وأنتي مرايا لقلبي
تتنهد
وهي تشم نسيمي العليل
وتسكب فضتها في إنائي
فيا أنتِ ..
كم قربتني المسافات منك ،
ولكن طيفك يحضرُ مشتعلا بالرحيلِ
وممتلئا بدماء الغروبْ.
ويا أنتِ ..
كيف اخترقتِ سمائي ،
وحلقتِ مثل الحمامة فيها ،
لماذا؟
لماذا؟
نثرتِ الوجعْ
وأومأت للبحر أن يغسل الحزن بالملح
........
مشعل البراق