بسم الله الرحمن الرحيم
أختي العزيزة بطه.....السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته...وبعد.
سألتيني ألا أبكي حين يستفحل الظلم وتقل القدرة على العمل وتنفض كفي مِن مَن حولي وأعيش في غربة القهر وذل الظلم وقيلة الحيلة؟!!!!
ولأكون صادقاً معك أختي فلقد فكرت في أن أتجاهل السؤال لأنني إن أجبتكِ فلن أجبكِ بغير الصدق وهذا ما أخشاه. نعم لقد خشيت الإجابة حفاظاً على كبريائي , ولكن بعد تفكرٍ وتأمل قررت أن أنحي هذا الكبرياء والغرور وأجيبكِ لأني أحترم شخصكِ الكريم و إلتزاماً مني بالعبارة التي وضعتها أمام إسمكِ (أختي العزيزة).
نعم اختي مرت عليَّ لحظات قلت فيها :
سألتـنـي بعـد صمـت مـا الألم ..... ما الشقاء ما العناء ما الجروح
فسكتنا في سكون في شجن ..... وسمعنا الاهـ من صـدري تبوح
ما ذكرتـي كلـــها أسمـــاء لي ..... إنني الجسد وهي فيــــه روح
نعم مرت لحظات أيقنت فيها أن الشقاء والعناء والألام والجروح تسكن في جسدٍ واحد هو جسدي . وحينها تسابقت العبرات نحو محاجر العين لتجد كبريائي واقفاً لها بالمرصاد. نعم أعترف بكل صدق أن هناك لحظات تنفر دموعي من مقلتي دون رغبة مني ودون قدرة على كبحها كاسرتاً بذلك حاجز الكبرياء , ولكن في الغالب يأمر كبريائي الدموع أن تنزل ليس للخارج بل لجوفي . فأذرف الدمع لجوفي وتتجمع العبرات في حلقي فأحس بغصة مريرة . عندها لا اجد مهربا من أذرفها حبراً فأمسك القلم وأكتب وأكتب وأكتب ....لا ارمي هدفاً سوى ....البكاء على الورق. وهناك على صفحة بيضاء أسطر دمعي كلمات...وصراخي دفاتر وصفحات.
.............أخوكِ الغريق