رفقاً بعيوني يا دموعاً سقطت بلا رحمة ........ فالوقت لا يرحم .... والذكريات لا ترحم .... وقلبي المتهالك ينزف وجعاً على ايامٍ مضت
نعم .. اتذكر يا دموعي .. عندما كنت أعشق المكان ... اتنفّس هوائه ، واتلذذ بلحضاته الفانية ... كنت اضحك ، واستمتع بضحكتي ... كنت احكي ، واستمتع بحكايتي ... كنت اتأمل ، واستمتع في تأملي ....... نعم .. اتذكر يا دموعي
اتذكر عندما كنتي ترفضين الظهور .. تأبين أن تعكّري اجوائي الصافية .. ولا اعلم .. هل كان خجلاً ؟ .. أم خوفاً ؟ .. أم هو تخزين للطاقة في المستقبل القادم ؟ ... لقد كانت ذكرياتي صفحة بيضاء ... عشقتها دون تردد ... اردت أن تعود تلك الذكريات واعشقها من جديد .... هي اشراقة شمسٍ سطعت على حياتي .. مدتني بالدفء ، بالأمل ، بالنور .. ثم غابت ..... لم يبقى من تلك الذكريات سوى صورةٍ وضعتها في برواز كبير ، وعلقتها على جدار قلبي ..... وفي كل يوم ، أذهب إلى تلك الصورة .. انظر اليها من بعد .. اقترب منها .. اتمعن في النظر اليها .. واتلمسها بقلبي ، ثم بأصابع يديّ التي وضعتها هناك
صورتي الحبيبة ... ما اجملك من صورة .. وما اجملك من ذكريات لم تعد الا ذكريات .... نعم اتذكر يا دموعي
اتذكر عندما كنت اداعب الخيال ، واقراء وجودي امام الخيال ... عندما كان الطموح تاجاًًًًً على رأسي ، امشي به قبل أن يتحقق ... اتذكر تلك الحقيقة ، التي اخذت بيدي الى دروب الفرح .... دروبٍ لم تستقر في مكانها ، بينما قدماي هي المستقرة وهي الصحيحة ........ نعم .. يا دموعي اتذكر كل ذلك
واليوم .. عندما يكون للجرح باب الى قلبي يدخله حاملاً بين يديه العذاب والألم كأغلى هدية .... استقبله دون تردد .. كما كنت افعل مع عشقي لصفحتي البيضاء
هذه أنتي يا دموعي .. سقطتي بلا رحمة .. وبلا خوف .. وبلا خجل ...... فرفقاً بعيوني التي عاشرت ذكرياتي الماضية ؛؛؛؛؛؛؛؛
صمت الجروح ......