العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-01-2004, 11:21 PM   رقم المشاركة : 1
الكحيلي
( ود جديد )
 





الكحيلي غير متصل

وفاء صبي (قصه لاتفوتكم )

وفاء صبي

كان ولد صغير اسمه إبراهيم يلعب مع مجموعة أولاد بعمره، عندما رأى كرة ملونة وسط الحشائش، فأسرع ليلتقطها، لكنها انطلقت مبتعدة وكأن أحد جذبها بقوة بخيط لا يرى،

وتوقف متعجباً، ثم لما رأى الكرة تتوقف ثانية جرى إليها، وجرت الكرة أمامه، صارت الكرة تجري بسرعة والولد إبراهيم يجري بسرعة أكبر ليلحق بها ويمسكها، وفجأة .. سقط الولد إبراهيم في بئر عميقة ولم يستطع الخروج منها.

أخذ إبراهيم يصيح لعل أحداً يسمعه ويخرجه غير أن الوقت مر وحل الليل وإبراهيم وحده في البئر حاول الصعود على جدرانها لكنها كانت ملساء وعالية ومبتلة، وحاول أن يحفر بأظافره في جدرانها ولم يقدر على شيء .. فترك نفسه يتكوم داخل البئر ويبكي ..

في هذه الأثناء كان رجل يمر وهو راكب على حصانه، حينما سمع صوت البكاء فاقترب قليلاً قليلاً، واستمع، ونظر، لكنه لم ير أحداً .

دهش الرجل وحار كثيراً فيما يفعل، البكاء يأتي من باطن الأرض، فهل هو جني يبكي؟ نعم لعله جني حقاً، وهتف الرجل هل يوجد أحد هنا؟

وبسرعة صرخ إبراهيم من داخل البئر .. أنا .. نعم .. أنا .. هنا وسأله الرجل هل أنت إنسان أم جني؟

أسرع إبراهيم يجيب صائحاً: أنا إنسان .. ولد .. ولد .. أرجوك أنقذني.. هنا .. هنا .. أنا في بئر هنا ..

وانطلق يبكي .. فنزل الرجل عن حصانه، ودنا ببطئ وهدوء، وهو يتلمس الأرض بيديه ويبحث بين الحشائش، وكان يتحدث مع الولد لكي يتبع صوته حتى عثرت أصابعه بحافة البئر وبسرعة رفع قامته ليأتي بحبل من ظهر الحصان، فهتف الولد:

أرجوك يا عمي لا تتركني .. أنقذني أرجوك.
وأجابه الرجل، لا تخف سأجلب حبلاً به أسحبك إلى فوق..
وهكذا جلب الحبل ورماه إلى الولد الذي تمسك به بقوة، فسحبه الرجل وصعد به إلى الأرض، وبعد أن استراح الولد قليلاً أركبه الرجل لكي يوصله إلى أهله، الذين شكروه كثيراً على حسن صنيعه.

ومضت الأيام والأسابيع والشهور والسنين، ونسى إبراهيم ذلك اليوم المخيف في حياته، وقد كبر إبراهيم كثيراً حتى صار شاباً قوياً وسيماً، وأخذ يعمل بالتجارة، فيقطع المسافات الطويلة وفي إحدى سفراته الطويلة، كان مع أفراد قافلته قد ناموا في استراحة بعد يوم سفر طويل، لكن حين استيقظ وجد نفسه وحيداً، وقد تحركت قافلته، ولم ير أي أثر لها، فتعجب، وتساءل: أيمكن أن يكونوا قد تعمدوا تركه؟؟ وهكذا مضى سائراً على قدميه سيراً حثيثاً، محاولاً السير في طريق قافلته، غير أنه وجد نفسه تائهاً في صحراء لا نهاية لرمالها...

أخذ يسير ويسير، وقد بقى لديه قليل من ماء وطعام عندما رأي غير بعيد عنه شيئاً مكوماً، فرفع سيفه وتقدم إليه، وهو يتساءل بينه وبين نفسه ( هل سمعت صوتاً ينادي؟) وتقدم أكثر إليه، وعندئذ سمع صوتاً يصيح ( النجدة .. أنقذوا عجوزاً يموت .. ) وتعجب إبراهيم، فمن جاء بهذا العجوز إلى هذا المكان؟ .
حين وصل إليه، وجده وهو يكاد يموت، فأسرع ينزل قربته من كتفه ويقربها من فم العجوز المرتجف ويقول له:
خذ يا عم .. اشرب .. فليس في قربتي غير هذا القليل من الماء فرد العجوز بصوته المرتجف بعد أن شرب واستراح:
بارك الله فيك يا .. ولدي.. وأخرج له بقايا خبز لديه، وقال له: كل يا عم .. كل هذا الخبز القليل لتقوي به..
فتناوله العجوز ودفعه إلى فمه وقال: جزاك الله خيراً .. أيها الشاب الطيب ..
وسأل إبراهيم: ولكن كيف وصلت إلى هذا المكان، المقفر في هذه الصحراء القاحلة وأنت في هذه الحال؟

رد العجوز :
حظي الذي أوصلني إلى هذا المكان، وحظي الذي جعلني في هذه الحال. حين سمع الشاب إبراهيم الرجل، أخذ يفكر أنه يتذكر هذا الصوت.. إنه يعرفه .. وردد: أنا أعرفه.. لابد أني أعرفه.. وكان العجوز ما زال يتكلم:
لقد تلفت ساقاي في حريق شبّ في بيوت القرية، وبيت أهلي منها منذ زمن .. وصرت أتنقل على ظهر فرسي البيضاء.. وكنت الآن في طريق إلى أهلي وبيتي، لكن قطاع الطرق أخذوا فرسي ورموني للموت هنا..

وسأل متعجباً: ولم يرقوا لحالك ويعطفوا عليك؟
فأجابه العجوز: لا تعمر الرحمة قلوب الجميع يا ولدي..
فجأة سطعت الذكرى في رأسه، وتذكر الرجل الذي أنقذه من البئر، يوم كان صبياً صغيراً، هكذا انزاح الضباب وظهر وجه الرجل.. وهتف في نفسه: ( هو .. هو .. إنه هو .. ) وسأله العجوز: ما لك يا ولدي ؟

فأجابه الشاب إبراهيم بسرعة :
إنه أنت .. نعم أنت هو .. حمداً لله وشكراً .. هذه غاية عطاء الله لي..
وسأله العجوز : ماذا حدث لك يا ولدي ؟
وسأله إبراهيم : هل تذكر يا عم . أنك قبل سنين كثيرة أنقذت ولداً صغيراً ساقطاً في بئر؟

في البداية لم يتذكر الرجل، لكنه سرعان ما تذكر هو الآخر تحت وصف وإلحاح الشاب إبراهيم.. وقال له إبراهيم:
الحمد لله إنك تذكرت .. أنا هو يا عم .. أنا إبراهيم الذي أنقذته..
الشاب إبراهيم حمل الرجل العجوز على كتفيه وهو عطش وجائع وانطلق يسير به ويسير وهو يقول:

سأسير بك ما دمت قادراً على السير حتى أوصلك إلى بيتك أو أموت وحين وصلوا إلى قرية العجوز، تجمع الناس حولهما مكبرين العمل الذي قام به إبراهيم ورأوا فيه كل معاني الإنسانية والوفاء







التوقيع :
العلم علم كفا بالعلم مكرمة #### والجهل جهل كفى بالجهل إدبار
العلم عند إسمه أكرم به شرفا #### والجهل عند اسمه ادبر به عار

قديم 14-01-2004, 01:14 AM   رقم المشاركة : 2
فهــ2002ـــودي
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية فهــ2002ـــودي

يعطيك العافيه على هالقصه المؤثره فعلا وسبحان الله العلى العظيم!
لقد تعلم من هذه القصه ولم ينسى ماصار له وسبحان الله ان يكون هذا العجوز هو نفس الشخص الذي انقذه وهو صغير ورجع ورد الجميل!







قديم 14-01-2004, 03:47 AM   رقم المشاركة : 3
nowras
الإدارة العامة للمنتدى
 
الصورة الرمزية nowras
 





nowras غير متصل

الكحيلي


هلااااااوغلاااا بك أخي وأشكرك على المشاركة...!
أخي انه هذه القصة الجميلة انه رمز للوفاء النادر الذي قل في هل زمان
فما أجمل الوفاء ورد الجميل فما جزاء الحسان ألا الحسان..!
سلمت أنا ملك أخي وفي انتظار جديدك.....!

تحياتي

النورس






التوقيع :
[flash=http://nada3.jeeran.com/wafa.swf]WIDTH=380 HEIGHT=200[/flash]


[poem font="Traditional Arabic,6,white,normal,normal" bkcolor="black" bkimage="" border="double,6,black" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قل لمن دبّجوا الفتاوى رويداً= رب فتوى تضج منها السماء
حين يدعو الجهاد يصمت حبر = ويراع والكتبُ والفقهاء
حين يدعو الجهاد لا استفتاءُ = الفتاوى، يوم الجهاد الدماء [/poem]

قديم 15-01-2004, 02:54 AM   رقم المشاركة : 4
عذوب
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية عذوب
الله عليك

الله عليك اخوي هذي القصص ولا بلاااش وهذا الوفاء ولا بلاااش وهذي الرجوووله ولا بلاااش
...وهذي عذوب ولا بلاااااااااااش هههه
تحياتي اخوي والف شكر







التوقيع :
انا لا ذكرت اللي مضى قلت يا عزاه
.......ياحلو السنين الاوله هي واهاليها


يوم إن الليالي صافيه والعمر بصباه
......جميع الظروف القاسيه مانحاتيها .

قديم 15-01-2004, 05:06 AM   رقم المشاركة : 5
** مها**
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية ** مها**
 





** مها** غير متصل

مشاركة رائعة اخي الكحيلي

سلمت اناملك على هذه القصة الجميلة

مع خالص تحياتي







التوقيع :
[flash=http://www.geocities.com/qtqt666/club.swf]WIDTH=250 HEIGHT=150[/flash]


[FLASH=http://www.geocities.com/alshammiry2003/assa10.swf]WIDTH=351 HEIGHT=230[/FLASH]

اشكرالوليف على التصميم الرائع

اخوتي لاتنسوني من دعائكم

قديم 15-01-2004, 11:39 AM   رقم المشاركة : 6
الممدوح
( مشرف الأقسام العامة )
 
الصورة الرمزية الممدوح

الكحيلي
الف شكر اخي الغالي علي
العبره والحكمه التي تجمعت جميعها بهذه القصه
وننتظر المزيد منك
اخوك الممدوح







التوقيع :
سبحان الله و الحمد لله والله اكبر

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:07 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية