كثيرا ما يسأل المقبل على الزواج عن الحب قبل الزواج هل هو حلال أم حرام ؟
وهل وجوده شرط لنجاح الزواج ؟
وهل الإعجاب يختلف عن الحب ؟
كل هذه الإسئلة أحببنا أن نناقشها في هذا الموضوع
1-الحب كعاطفة
الحب كمشاعر قلبية لا سيطرة للإنسان عليها والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
قصة نصر بن حجاج
سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أثناء سيره ليلا امرأة تنشدوهي تتغزل بشاب جميل اسمه نصر بن الحجاج وتتمنى لو كانت زوجة له:
هل من سبيل إلى خمر فأشربها أو من سبيل إلى نصر بن حجاج
إلى فتى ماجد الأعراق مقتبـــل سهل المحيا كريم غير ملـجـــاج
نمته أعراق صدق حين تنسبه أخي حفاظٍ عن المكروب فـرَّاج
فغضب الخليفة وقال:والله لاأرى رجلا معي تهتف به النساء في بيوتهن .
وفي الصباح أحضره ولما رأى من جماله قال: والله لاتساكنِّي في بلدة يتمناك بها النساء , فخذ من بيت المال ما يصلحك وسر إلى البصرة .
فقال له نصر: لقد قتلتني , فإن فراق الأوطان كقتل النفس .
فقال له عمر : وكيف ذاك؟
قال: قال الله تعالى ( ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم..........)
قال الخليفة : ولكن أقول ما قال شعيب ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله )
فلما سمعت بمصير نصر إلى البصرة بسببها قالت:
قل للإمام الذي تخسى بوادره ما لي وللخمر أو نصر بن حجاج
لا تجعل الظن حقا أوتبـيـنــه إن السبيل سبيل الخائف الراجــي
ما منية قلتها عرضا بضائرة والناس من هالك قدما ومن نـــاج
إن الهوى ذمم بالتقوى فقيده حتى أقـــر بإلـــجــام واســـــراج
فبكى عمر وقال : الحمد لله الذي قيد الهوى بلجام العفاف والتقوى.
روضة المحبين(ص375ـــ382) بتصرف
لذلك كان جزاء العفة كبير وقد وصف الله عزوجل يوسف عليه السلام
(إنه من عبادنا المخلصين ) بسبب عفته عن الحرام .
وقد فرج الله عن الرهط الثلاثة الذين سد عليهم بعفة أحدهم عن الحرام :
. وقال الآخرُ اللهمّ إنه كانت لي ابنة عمّ أحبَبْتُها كأشدّ ما يُحبّ الرجالُ النساءَ، فطلبتُ إليها نفسها فأبَتْ : وجهِكَ فافرُجْ لنّا منها فَرْجةً، ففَرَجَ لهم) . مسلم (2743)
2-الحب كممارسة
إننا نفرق بين الحب كممارسة وسلوك وبين الحب كمشاعر ، فالحلال منه إذا كان مجرد مشاعر أما إذا تحول الحب إلي سلوك كلمسة وقبلة ولمة ففي هذه الحالة يكون حكمه حراما وينتج عنه سلبيات كثيرة لأنه من الصعب على المحب ضبط حبه
امرأة العزيز
وقد كانت امرأة العزيز ونسوة المدينة المثل الذي ضربه الله تعالى نموذجا للحب الذي يتعدى المشاعر إلى السلوك العملي , ولا شك أنه ساء سبيلا وهو زوراًالحب وحقيقةالفاحشة .
نعم , كم ساق هذا الحب المحظور إلى مهالك ومخاز لا تنسى !
هل تعرفون من هي صاحبة أغلى مهر في العالم؟!
أظنكم فكرتم بأشهر الشخصيات العالمية كالأميرات والممثلات والمغنيات.
لكم الحق في ذلك !!هكذا أعتدنا التفكير لأن صورة الحب أمامنا هكذامعاييره.
ولكن أصحاب الحب الحقيقي عرفوا من تكون, ترى من تكون؟!
فإلى رحاب القصة :
أم سليم وأغلى مهر في العالم
توفي زوج الرميصاء بنت ملحان المكناة (أم سُليم)
وبعد انتهاء عدتها , تقدم لخطبتها (يزيد بن سهل) المكنى أبو طلحة , ولكنها رفضته.......لماذا؟
أعتقد هو أنها تريد الذهب والفضة .
فسألها : هل تريدين الأصفر والأبيض ؟
فقالت : بل إني أشهدك يا أبا طلحة , وأشهد الله ورسوله انك إن أسلمت رضيت بك زوجا من غير ذهب وفضة , وجعلت إسلامك إيَّ مهراً.
قال: من لي بالإسلام ؟
قالت : أنا لك به.
فقال: كيف؟
قالت: تنطق بكلمة الحق, فتشهد أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله, ثم تمضي إلى بيتك فتحطم صنمك ثم ترمي به .
فانطلقت أسارير أبي طلحة.......
وقال: أشهد أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله.
الإصابة(جـــ1ص566) , الطبقات الكبرى(جـــ3ص504)
الإسلام , هو أغلى مهر حصلت عليه امراة .
فهل أغلى من ذلك ؟ هنيئاً لأم سُليم مهرها الذي سطر تاريخا يتداول على الألسن , ويكفيها تشريفا أن يقول المسلمون :
(ما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سُليم) .
هكذا حب كيف يُنسى؟!
ولنتدبر قول الله عز وجل ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)
منقول