هـُـروب من عيونك الصاخبة ..
لـ بقعة من مساحة ، تستريح فوقها..
تنهداتنا.. وبعضا من سكون اللحظة
هـُـروب من رموش عيونك..
المنتشرة فوق اجسادنا ..
محولة شفاهنا الى رقصة من ألم ..
هـُـروب من (هما)..
اغرقنا بداخله ..
وجردنا من احاسيس الطفولة..
هـُروب ...
الى (أنا) ... لأجدها تنتظرني هناااااك
.
.
رياحٌ قارصة ..
تستحلني من كل جهة ..
تصدني الى اندفاعات ، اردت ان اكسر حدودها
وما شاءت الا ان تنحدر..
في أفقٍ لطالما لمحت انه باقٍ لـي..
ما بال هذه الرياح ..
كلما كان في عبقها زيارةٌ ..
تأتيني محملة بالوان الرماد
أو (كأنها) تحاول ان تجردني من كل نطقْ ..
لماذا ؟!
سئمت هذه الاوراق المتساقطة ..
من شجرة طال بها العمر..
خمسون وتقارب على عصرها الثالث..
يا الله ..
جذورها تفرعت في ضـلوعي..
وارعشت مدينتي ..
سئمت من هذا الصمتْ ..
من حروفه السوداء..
الماطرة في سهول ، قارب لونها على الاصفر..
سئمت من هذا اللحن الحزين ..
كرقصة تشبه الموت ..
سئمت الانتظار..
على قارعة الأمل..
وهروبْ ... يشبه السفينة
حين تسيرها رياح الشمال..
وسط كومة من ثلج ..
.
.
منذ سنين ..
كانت هنا محطة مـِـن هـُـروب..
تسكن احشاء الظلام ..
وتراسلنا ببعضا من همهمة الحرف..
"أطبقت اهداب الدمع ..
على وسائد سكة الحديد ..
انهال فوقها كـ أرق الوطن ..
لتجتاحني في حنايا جسدي..
مسافاتٍ من مدى ..
تمازجت به ظلال الأمس .."
"ما بال هذا الصمتْ ..
يطوي في أنين الحرف ..
ويتصاعد منه بخار الذكريات"