انحنت بجسمها أمام المدفئة لتضع بعض الحطب فيها
كي تدفئ عظام ذلك العجوز الراقد أمامها على السرير وقد أعياه التعب
وبدا عليه ذو الاثنين و سبعين عاما أن مرض سرطان الرئة
سيقضي عليه بين الحين و الحين
قامت من أمامها واتجهت نحوه لتطيب آلامه ببعض الكلمات الانثوية
والتي تجعل الرجل ينسى كل همومه وحتى جراحه
قاطعها وقال لها : أين أولادي وأحفادي
قالت :هم نائمون
قال : أيقظيهم أريد رؤيتهم أظن أن موعدي قد حان
قالت:لا تقل ذلك أرجوك
قال: الأعمار بيد الله يازوجتي
قالت:اسمع سأذهب معك أينما ترحل
قال:ستذهبين مع روحي!
قالت :نعم
فتناولت السكين من على الطاولة
وقالت :اسمع عندما تذهب سأغرز هذا في قلبي
فجأة خلع باب المنزل ودخل الأعداء الحاكمين لبلدهم
محملين بالبنادق و الرشاشات
صوبوا رصاصاتهم إلى جسديهما منفذين أوامر حاكمهم الظالم
بقتل كل شيء أمامهم
فماتا على الفور
فتحققت أمنيتها وصعدت بروحها معه إلى السماء شهيدان عند الله
فلا هو توفي بسبب السرطان
ولا هي انتحرت لوفاته
يالمشيئة الله كيف يكتب الأعمار لمن يريد
م / ن
:
العرض العادي
