يعتمد الطفل بشكل كبير على أهله وخاصة أمه لتعليمه كل شئ وتعليمه كيف يفرق ما بين الخطأ والصواب مع الوضع فى الاعتبار أن تعليم الطفل كيف يطيع الأوامر وكيف ينصت جيدا لما تقولينه أمر ليس بالسهل. ويجب على الأم دائما أن تكون صبورة وأن تكون آراؤها هى ووالد الطفل واحدة وخاصة أن الطفل يمر بمرحلة من التطور والنمو حيث يتعلمون كيف يتعاملون مع الآخرين وكيف يصبحون أكثر اعتمادا على النفس. وعادة فإن الطفل عندما لا يطيع أوامرك فإنه يكون قد حاول فعل أمر ما ولكنه لم ينجح مما جعله يشعر بالإحباط. حاولى أن توفرى لطفلك بيئة مناسبة بها عوامل النجاح وحاولى دائما أن يكون ما تطلبينه من طفلك واضحا مع خطوات بسيطة وروتين واضح يمكن للطفل أن يتبعه. احرصى على أن يكون لطفلك مواعيد محددة يتناول فيها الطعام وجدول منظم مع الحرص على حصوله على كفايته من النوم وهى كلها أمور ستجعله حريصا على أن يستمع لما تقولينه وتنفيذ ما تطلبينه منه.
يجب على كل أم خلال عملية تربية الطفل أن تجعل الطفل الصغير يفهم أنه يجب ألا يجادلك فيما تطلبينه منه وبتلك الطريقة فإن التعامل مع الطفل كلما كبر سيكون أسهل. عندما تصرخين فى وجه طفلك بسبب تجاهله لك ولأوامرك فإنك بتلك الطريقة ستجعلينه يفهم انك لم تعودى قادرة على التحكم فى تصرفاتك وأنك فقدت السيطرة مما سيجعل الطفل يشعر أنه أقوى منك. إذا كنت تريدين تأنيب طفلك على أمر ما فيجب أن تكونى حازمة مع التحدث معه بهدوء وهو الأمر الذى سيجعله يطيع أوامرك.
يجب أن تكون الجمل التى توجهينها لطفلك قصيرة وبسيطة على ألا تطلبى منه أكثر من طلب فى المرة الواحدة، فمثلا اطلبى منه أن يعطيك الطبق ولكن لا تقولى له أن يحضر لك الطبق ليضعه بعد ذلك فى الحوض. تحدثى مع طفلك بحزم، فالطفل بالتأكيد سيتعرف على مزاجك من نبرة صوتك، فمثلا إذا طلبت من طفلك أمرا ما وأنت غير جادة أو تضحكين أو تبتسمين فإن طفلك لن يستمع لما تقولينه. لا توجهى لطفلك تهديدات جوفاء بخصوص عقوبة بشأن أى أمر ارتكبه. وإذا كنت ستعاقبين طفلك بسبب عدم إطاعة الأوامر فيجب أن تلتزمى بهذا الأمر.
أحيانا قد يرى الطفل أن عقابك له أو طلباتك منه غير عادلة ولذلك يجب دائما قبل أن تطلبى من طفلك أى أمر أو تقومى بمعاقبته فيجب أن تفكرى فى عمر الطفل ودرجة نضوجه والموقف المحدد الذى أنتم بصدده. وعلى سبيل المثال فإن موعد عودة طفل الثانية عشرة للمنزل هو نفس موعد عودة الابن المراهق. إذا كان طفلك الصغير مثلا يغلق الباب بقوة وبطريقة مبالغ فيها فيمكنك ان تلعبى معه لتجعليه يرى كيفية إغلاق الباب أما الابن المراهق فيمكنك أن تشرحى له كيفية غلق الباب. يجب على الطفل أن يدرك أيا كان عمره أن أفعاله السلبية وعدم إطاعته للأوامر كلها خطوات سيكون لها عواقب.
قبل أن تقومى بإعطاء طفلك أى أمر أو تطلبى منه أى طلب عليك أن تقومى بإطفاء التليفزيون أو الكمبيوتر أو أى إلهاءات أخرى مع الحرص على أن تطلبى منه أن ينتبه لك. وإذا كان الطلب ليس مهما فيمكنك أن تنتظرى حتى ينتهى طفلك من اللعب أو مما يفعله. احرصى على أن تطلبى من طفلك الطلب الذى تريدينه ليس فى وسط ما يفعله ولكن بعد أن ينتهى مما يفعله. لا تجادلى مع طفلك حول الأمر الذى ستعطينه له وقومى بشرح طلبك مرة واحدة. إذا كان طفلك عنيدا بعض الشئ فطريقة التعامل معه فيما يتعلق بتنفيذ الأوامر يجب أن تكون مختلفة بعض الشئ.
م / ن