لو كنت أنا ذلك المجهول .. الذي أرضعته الأيام من ثديها الأجدب .. وحبا على كفوفها الشائكة . . وترعرع في مستنقع تنكيدها ، لما كنت أنا أنا ...
ولو كنت أنا ذلك المجهول الذي غزا رأسه بياض الشقاء ، وأثقلت كاهله مصائب السنين وتعسفات الظروف ، وألبسته ثوب الحرمان ، وعيشة العناء..
وها أنا تلك الحقيقة أروي لك قصة الحلم المتلاشي على ذاكرة النسيان ، وها أنا ذلك الواقع العليل الذي تجرع مرارة الحرمان في كأس مكسورة الحواف ، وبدل ثوب السعادة بثوب التعاسة ، وبنى قصور الحرمان بصخور الأحزان ، فها أنا أكتب اليك بألمي نيابة عن قلمي ليتحقق أملي
فيا ترى هل ستكونين واقعا من الخيال أم حقيقة من السراب ، وتفكي قيودي من أسر أيامي ؟؟...
وها أنا أكتب اليك بأحرف الأحزان وسطور الهموم ، فها أنا ذا لا زلت التمس منك العطف الذي يعيد الابتسامة المفقودة ، والحنان الذي لا زلت احلم به ، فلا زلت أكتب اليك بصدى الذكرى .......
فعودي الى صدر البحر ، ودفء الحنان ، وكوني اجمل حقيقة
لأحلى خيال...[/ALIGN]..........