الصيرورة التاريخية للحضارة الإسلامية عانت من ضمور خطير في الفقه السياسي والإداري والتنظيمي , وعدم توازن مزمن بين فقه المبدأ وفقه المنهج
والإسلاميون أينما كانوا في مسيس الحاجة إلى الثقافة المنهجية المعينة على كسب المعركة وإقامة مجتمع العدل والإنصاف , والمقصود بالثقافة المنهجية هنا هو العلوم التنظيمية والاستراتيجية والسياسية , فلا بد من دفع ثمن النصر , ونحن الذين نقرر نوع الثمن الذي سندفعه .. إما مزيد من التخطيط والتنظيم تمهيدًا لبناء قوة نوعية قادرة على الأخذ بقوة .. وإما مزيد من إراقة الدماء الزكية , وهدر الطاقات الفتية , وإضاعة الأوقات الثمينة , لقد بينت المقولة العسكرية القديمة ـ «ابذل عرقك في التدريب تحفظ دمك في المعركة» ـ هذه المعادلة , فإلى متى سنظل نبذل الدم بسخاء ونبخل ببذل الجهد المنهجي اللازم للنجاح .