السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
بذور ما خاب ساقيها
قد يكون فيما بينك وبين ربك
بذرة من الاصطفاء
فتجد نفسك في ليلة وأنت ذاهبٌ لفراشك للنوم يأخذك الحنين والشوق
لربك ، فتقوم لتصلي ركعتين بخشوعٍ وتقرأ القرآن محبةً لله موقف قد
يحدث نادراً ولكنه يحدث لك .
- قد يكون فيما بينك وبين ربك
بذرة من الود
فتجد نفسك في يوم مشتاق لأن تناجي ربك وتدعوه وتذكره
وأن تطلب منه وتسأله في وقت رخاء لا شدة ،
موقف قد يحدث
نادراً ولكنه يحدث لك .
- قد يكون فيما بينك وبين ربك
بذرة من الحياء
فقد يحدث منك أن تجد نفسك في مكان تعلم
أن ربك لا يحب أن يراك فيه ، أو تَهُمّ لأن تنطق بكلام يكرهه ربك ،
فتستحي من نظره تعالى إليك وسمعه لك ، فتكف عن ما أنت فاعل ،
موقف قد يحدث نادراً ولكنه يحدث لك .
- قد يكون فيما بينك وبين ربك
بذرة من الخوف
فقد يحدث منك أن تهمَّ لفعل معصية ، فيعتريك الخوف من ربك ومن
وعده ووعيده ، فتتراجع عمّا هممت به موقف قد يحدث نادراً ولكنه
يحدث لك .
- قد يكون فيما بينك وبين ربك
بذرة من الشعور بعظمته وقدرته
فقد تمرُّ يوماً على جموعٍ غفيرة تعبد معبودك الواحد الأحد أو ترى
جبالاً وأوديةً تشعرك بعظمة خالقها ، أو تشاهد طبيعة خلابة ومناظر
حسنة فتتأمل فيها جمال صنع ربها فتستشعر حينئذ عظمة ربك في
قلبك موقف قد يحدث نادراً ولكنه يحدث لك .
نعم .. قد يكون فيما بينك وبين ربك بضع بذور من التعامل الراقي
معه ، فلا ترضى أبداً أن تُهمل هذه البذور لشهور وسنين ،
فهي تستحق منا أن نرويها بدموع الخشية والتقرب والرجاء ،
وأن نسقيها ونحافظ عليها حتى تنمو وتترعرع لنفوز بالرضى والنور .
إضاءه
وتطلع إلى ساعات تنزلات رحمة ربك :
{ اللَّـهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ
وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ
مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }
﴿الروم: ٤٨﴾
جلعنا الله ممن يختارهم لأن يسقيهم من رحمته حتى تنبت فينا أزهار
محبته والشوق إليه والحياء منه وخوفه وتعظيمه جل في علاه