السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
....عند قرأتي لقصه سليمان عليه السلام
كان في القصه عده وقفات وسأضع بعضا منها ..........
الوقفه الأولى ...........
أنظر إلى قول الهدهد : { أحطت بما لم تحط به } ، قال الشوكاني : (( والإحاطة العلم بالشيء من جميع جهاته )) ويقول الطاهر بن عاشور : (( والإحاطة : الاشتمال على الشيء وجعله في حوزة المحيط ، وهي هنا مستعارة لاستعياب العلم بالمعلومات ))
فالهدهد لم يقنع بأخذ طرف من الأخبار ، وإنما مازال ببلقيس وقومها حتى ( أحاط ) بأخبارهم ، وفي هذا من الدقة والضبط ما لا يخفى .
والواجب علينا دائما ألا نبادر إلى الحكم على الشيء حتى نحيط به ، ونلم بجوانبه .
إن من مشاكل شباب الصحوة اليوم ضيق الأفق وقصر النظر ، والنظر إلى القضية أو المشكلة من زاوية واحدة دون إحاطة كإحاطة الهدهد مما يوقع في المشاكل ويؤدي إلى التعصب للرأي ’
الوقفه الثانيه ........
وانظر إلى هذا الدرس السليماني : { اذهب بكتابي هذه فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون }
... تأمل قوله : { فانظر ماذا يرجعون } ! نعم ليست القضية أن يلقي الكتاب ويوصل الرسالة فقط ... وإنما هناك متابعة لردة الفعل ، هل استجابوا ؟ هل لانوا ؟ هل عاندوا ؟ وبناء على ردة الفعل يكون التصرف ،
وبهذا يكتمل الأمر ، ويوصل إلى التصرف السليم .
إن كثيرا من المحاولات التربوية تفشل لأن المربي يهتم بإلقاء كل ما لديه من معلومات وفوائد واحدة تلو الأخرى دون أن يتمهل لينظر أثر ما قال في تلميذه ،
وهل وصلت الرسالة أم لا ؟
وهل تشرب المعنى المراد أم زل عن قلبه كما يزل الماء عن الصفاة ؟
لابد من هذا وإلا فعلى العملية التربوية العفاء .
وحين لا يلتفت المربي إلى هذا يفاجأ بمواقف مؤلمة من هذا التلميذ ،
وذلك عندما تبدر منه تصرفات وأخلاقيات كان يظن أنه قد تجاوزها بمراحل .
م/ن