العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-06-2012, 03:04 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ المَطْلَب من الحياة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
المَطْلَب من الحياة
يستحيل على الإنسان العيش من غير أن يكون له مطلب أعلى في الحياة،
وليس من البشر من يعيش في الحياة
من غير أن يكون له مطلب خاص به فيها،،
هذا المطلب، هو الغاية التي تظل تحت مظلتها كل أهداف
الإنسان التي يسعى إلى تحقيقها في حياته، وكذلك كل
أفعاله وأقواله.
قد تتضح الغاية عند الإنسان وتتحدد، وتمثل المطلب
الذي يعيش من أجله في الحياة، وقد تكون الغاية مبهمة وغير محددة،
وقد تكون غايته غايةً مُضلّة، وقد تكون الغاية غاية هادية لصاحبها
.
*
تزيد سعادة الإنسان وتسمو كلما تحددت غايته من الحياة واتضحت،
وتزداد سعادته كل ما كانت غايته هادية له غير مُضلة،
وتتم السعادة كلما استطاع الإنسان أن يعيش بهذه الغاية،
لا يمنعه منها أحد من قريب أو بعيد (نظام أو حاكم)
.

*
ويشقى الإنسان كلما كانت غايته في الحياة ومن الحياة مبهمة،
ويزيد شقاؤه كلما زاد عمُرُه بها، ويتم شقاؤه
عندما يموت وهو لم يتعرف على غاية محددة له في الحياة،
يُدرج أعماله تحت مظلتها، ويُفني عمرَه في سبيلها
.

*
أما إن كانت غاية الإنسان في الحياة محددة المعالم ولكنها مُضلة،
فهي خير من أن تكون غير محددة،
لأنها ستكون غير محددة ومُضلة في آن واحد، وهذا غاية الشقاء وأسّه
.

الغاية في الدنيا غايتان، لا ثالث لهما عند الإنسان،
والتي من خلالهما يسعى لتحقيق سعادته،
فالغاية الأولى هي عقيدة الإنسان بتحقيق أكبر نصيب
من المتع الجسدية في الحياة، من الأموال والشهوات،
بكافة ألوانها وأنواعها، وفيها تكون نفس الإنسان لذاته
هي الأهم والأعظم والأجدر بكل خير في هذه الحياة الدنيا،
وما دون ذاته ليس لها أي احترام أو قيمة أو اعتبار،
فتكون هذه الغاية هي عقيدته، وهي موطن سعادته،
وهي إلهه، وبها يرسم أهدافه وعلمَه وعملَه وعلاقاتِه،
هذه الغاية غالباً أو دائماً ما تكون عند صاحبها رافضة للإيمان
بوجود خالق لهذا الكون، ومشرّع لحياة الإنسان،
ورافضة للخضوع لغير هواه
.
والحياة الغربية
اليوم في العالم أعظم مثال ودليل على هذه الفكرة.
هذه الغاية الرافضة أصلاً وفرعاً أن يكون للدين
أي سبيل في تقرير حياة الإنسان وسلوكه،
قد كانت وأصبحت هي المطلب الأعظم للإنسان الغربي
الفرد ولمجتمعاتهم ولدولهم.

أما الغاية الأخرى
فهي في اتجاه آخر تماماً، ومخالفةٌ لما ذكرنا،
حيث يسعى الإنسان فيها لتحقيق سعادته
من خلال جعل بلوغ رضوان الله سبحانه وتعالى هو الغاية
التي يعيش من أجلها وفي ظلها، فيعيش الإنسان راجياً
ومستشعراً رضى الله ومحبتِه ورحمتِه في كل فعل يفعله،
وفي كل علم يطلبه، وفي كل سلوك يسلكه في الحياة،
يقوم به طالما أن هذا يوافق طاعة الله
ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، حتى لو كان هذا الفعل
يجلب عليه من التكاليف والمشاق ما يستطيع أن يكون في غنى عن فعله،
لو كانت غايته غير غايته، ومطلبه من الحياة غير مطلبه
.

هذه الغاية هي عقيدة صاحبِها وموطن سعادته،
ويرى فيها صاحبها أنها هي المطلب الأعظم، في حياته ودون مماته،
وفي دعوته، ويرى أن أموره لا تستقيم إلا بها، وتَفْسُدُ حياتُه
بغيرها.

وقد أوجد الإسلام هذا المطلب في نفس كل من يدخل
الإسلام ويشهد الشهادتين، حتى بات هذا المطلب ينصهر
مع روح كل مسلم بشكل تلقائي، وذلك لأن الدخول في
هذه العقيدة يستند إلى الإيمان العقلي المستند إلى الحواس الخمس،
والذي لا يدع مجالاً للشكوك في حقيقة وجود الله وفي أمر رسالته إلى الناس
.

إلا أن هذه المطلب الأعظم وهو دين الله ورسالته،
والحكم بما أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،
وبالكيفية التي أورثها رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين بعد وفاته،
في صورة دولة خلافة تحكم بما أنزل الله
،
أصبح هذا المطلب الأعظم للمسلمين مغيّباً،
بل ولم يعد هو المطلب الأعظم، ولم يعد حتى المطلب الأدنى،
أو لم يعد هو المطلب أصلاً، بل غلب على المسلمين
اليوم المطلب الذي فرضته السعادة بالمفهوم الغربي،
الذي يقول بأن يغرف المسلم من المتع الجسدية له
ولأبنائه ما يشاء، تاركاً وراء ظهره المطالب الشرعية
التي تأمره بطلب العلم الشرعي، والدعوة والعمل لأن يكون
الحكم بما أنزل الله، والعمل على إنكار ما دون ذلك
من الأحكام في عظائم الأمور أو سفاسفها
.

ولقد تم الإخلال بهذا المطلب، وتم إحراف المسلمين عنه
بفضل النجاح الباهر الذي سجله الحكام اليوم،
الذين لا يحكمون بما أنزل الله، والنجاح الذي سجله
كذلك أعوانهم من علماء السوء ومدرسي المدارس بكافة صفوفها،
وبفضل دكاترة الجامعات والمثقفين العلمانيين
(الكفار(،
حيث نجحوا في إحراف المطلب أو إلغائه أو توجيهه
عما ذكرنا في عقول أبنائنا،
وفي عقول شبابنا وشيبنا ونسائنا.


وبالتالي برزت
اليوم المطالب في الحياة التي لا تتحدث
إلا عن بلوغ المناصب أو الشهادات العليا، أو تربية الأبناء
لدخول الجامعة وحصولهم على الوظائف وتزويجهم،
وتتحدث عن
تجميع الأموال وشراء الأراضي أو البيوت،
أو إقامة المشاريع التجارية، وتتحدث عن
توفير
وسائل الترفيه بجميع أشكالها وألوانها في البلاد السياحية المختلفة،
حتى ينتهي مشهد المسلم مفتخراً بموتٍ هانئ في أحد الفلل أو القصور،
أو في أحد الدور، ولكن بعد أن يزفر زفرات الموت الأخيرة،
وهو يفاخر للناس ويُشهدهم بما وفره لأبنائه وزوجه من خير،
محققاً لنفسه ولهم كما يظن أعظم المطالب
.
لذلك يجب أن يراجع المسلمون غايتهم من هذه الحياة،
ويصححوا مطلبهم، ويعيدوا رسم أفعالهم وأقوالهم وحياتهم
بما يتوافق مع المطلب الحقيقي، الذي يُنجيهم من خزي
الدنيا وعذاب الآخرة، كما أمر الله سبحانه وتعالى
ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم
.
قال الله تعالى في سورة هود
15-16
{ مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ،
أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
}وقال سبحانه وتعالى في سورة الإسراء 19
{ وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا
}






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 26-06-2012, 05:45 PM   رقم المشاركة : 2
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

(وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون)
جزاك الله خير الجزاء
يعطيك ربي ألف عافيه
طرح رآئع وتواجد مميز ننتظر مزيد من العطاء

ودي وتقديري







قديم 27-06-2012, 01:40 AM   رقم المشاركة : 3
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

بارك الله فيج وجزاج الله الخير

وجعله في ميزان حسناتج







التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 01-07-2012, 05:27 AM   رقم المشاركة : 4
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ♪♥̊۾ـﻠﮕـةﭐلر̉و۾ـنسے̊♥♪
(وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون)
جزاك الله خير الجزاء
يعطيك ربي ألف عافيه
طرح رآئع وتواجد مميز ننتظر مزيد من العطاء
ودي وتقديري

هلااااااااااا وغلااااااااااا
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي
تقبلي شكري تقديري واحترامي
مع تحياتي قلب الزهور
بباي







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 01-07-2012, 05:28 AM   رقم المشاركة : 5
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس القوايل
بارك الله فيج وجزاج الله الخير

وجعله في ميزان حسناتج

هلااااااااااا وغلااااااااااا
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي
تقبلي شكري تقديري واحترامي
مع تحياتي قلب الزهور
بباي







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:13 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية