إليكِ هذا النداء وآلائي
تكتبكِ أمنيات في حبات مطر
علقت في غيمات حبست في ليل
طال سوادُ
ومخاض الأمنيات
وسط الغيمات تعالى صوت أنينها
فـ حبي مازال نطفةٌ على خاصرة قلبك
ألبسته الهذيان خلخال
يؤذن بقدوم ولادتي في عينيك
وكل أحاسيسي مترسبةٌ في قاع قلبك
تحركها نبضاتي الهائجة في عشقكِ
فكل الأجزاء حُبلى بك
.
.
وقد حانة لحظة إشراق أنفاسي فوق صدرك
تعالي الي لـ نعيش الحب
قبلاً كـ جنينين في نبض الفجر
ونتغذى العشق من حبلهِ
ونتركهُ ما بيننا روح وغذاء وأنفاس نتبادلها
كلما ضاقت الأرواح اشتياقاً
تعالي نرتوي من كُل كؤوس الحب
وبـ اختلاف مشاربها
ونشكل أصابعنا كـ مرازيب تسقي كل أرض تستجدي العشق
تعالي نفتش في صوت الليل عن حروف تشبهنا
تتدفق من ارتعاش ثوبينا
وهى تحتكِ بجسدينا
بشهقات عشق
حُرم انبثاقها إلا من تأوهات الفجر
التي حفظت عهود الهوى في أوردتنا
التي سكبتُ بعضًا منها
على شواطئ أذنكِ
.
.
لـ تُرسي مراكب أحاسيسكِ
كلما هاجت مشاعري
وأمسكِ بحبال مراكبكِ وأعقدها في نهايات الشوق فيني
حتى تتجاذبيها كلما طفق الحنين
والاشتياق في قلبكِ إلي
يا أنثى وجودي
ويامن زرعتُ حبها سنبلةٌ لا تتضاعف إلا في قلبي
فـ أنتِ من غطيتني بـ أسراب العشق
التي تلامس نياط قلبي
وتركتني في سبات هوى لا يفيق
فـ جعلت كل التسابيح لـ هواك مطلبُ
تعالي إلي يا غانية الفجر وراقصة المساء
استعمري الصدر وما حوا
فقد أسرت النجوم لـ تضيئي مكانها
وكبلت الشمس
لـ تصبحي أنتِ مطلع الأيام والأعوام
وأسكنت القمر حتى يَمُدُ الأمواج حين تتراقصي
لـ يصبح البحر مسرحًا لا تطأهُ إلا قدميكِ
يامن سلمتُ يداي لها طوعًا فقد أصبحت
كل خطوطها ليالً مؤرخة لكِ
فـ أنتِ من علقتِ سلسال عنقك في حبال صوتي
وتركتها تردد أسمك جهارا فوق جسور السماء
حتى هبطت رحلات عشقي
.
.
في مطارات جسدكِ
وتاهت هناكِ وأغلق طريق العودة أمامها
فـ أنت من جعلت ليالي عمري شهقات عشق
رتبتها كوسائد تهدهدني
وأسكرتِ جسدي بعطركِ
فخذي قلبي طفلاً شقي في مهدكِ ودليلهِ
وأرضعيهِ حننًا لا يظمأ بعده أبدا
خُذي كل أشيائي واحشيها بداخلك
حتى تمتلئ حد الغرق بكِ وعندها
أعيديها إلي بعد أن تتعتق بكِ
.
.
وعندها سـ أجعلها مقطوعات شجن لـ كل أعيادي
وهي تقطف البنفسج من عين الغروب
لـ تنبعث لي بيوم قادم من أخر خيطً لها يلفظ
أنفاس ولادتهِ من خاصرة عشقكِ فعندها
سـ أخبركِ وأنتِ تخرجين من نبض الفجر
وأنا أسابق خطواتكِ إلى الحياة لـ أخبركِ
كيف الأشياء تنتظر قدومكِ
فـ الأشجار ترخي أغصانها وتفترش أوراقها
والهواء يعزف لحبات اللوز حتى تتساقط تحت قدميكِ
والشمس تبسط ظلها لتحملكِ
وجهات الأرض ترتدي كُل حُلتها حتى تشبهكِ
وعين الليل عارية من كل صبر تغني لـ قدومكِ
احتفاءً بـ أجفانكِ المثقلة عشقًا
.
.
وأطفال شوقنا الذين أنجبناهم في جنون العشق
يقرعون أبواب الفجر أن قد حآن وقت القطاف
فحقول القبلات التي زرعتها فوق كفي
تنتظر سلال قلبكِ لـ تملئها وحين تعود فارغة
خذيني مكانها وجزئيني في كل أجزائكِ
حتى لا يبقى شيء فيني إلا ويصبح منكِ وإليكِ
يا حسناء أُدخلت جنتي بثواب حبكِ لي
فتعالي نخرج عن نصوص الحب
إلى نص نخلقهُ أنا وأنتِ
نعصر حروفهُ فوق شفاه الشوق
ونتركها للهواء في نداءات العشق
تمارس جنون الغواية
فوق سطور الهوا
نترك لهاثها يلملم الليل
ويتركنا نختبئ في عباءة الفجر
بقلم الناى فى 2-4-2012