السلام عليكم ورحمة ألله وبركاتة
للابداع أسرار لا يدركها الا المبدع
المبدع هو أفضل من يجيد التحدث عن نتائجه, فالمبدع يتعلم من التجربة, والابداع هو تواصل القلق المشروع
وعصرنا الراهن هو عصر القلق والتوتر, فالقلق شعور بالخوف والخشية من المستقبل دون سبب معين يدعو للخوف
فالخوف استجابة لخطر محدد أما القلق فهو استجابة لخطر غير محدد
والقلق نوعان: قلق سلبي وهو غير مبرر يستحوذ على الشخصية فتغدو مشلولة في تكوين ذاتها
وحينما يستبد القلق بالانسان فهو يسيطر عليه وعلى حواسه فتتضاءل كفايته ويستنزف طاقته
أما القلق الايجابي فهو عندما تلح الذات المثالية في التطلع للافضل في الاداء
فالقلق يرتبط بالحاجة المرتفعة الى الانجاز المتسم بالابداع على الا يأخذ القلق بخناق الشخص فيكون سلبياً
والتوتر في أشد حالاته هو عامل من عوامل الكف للمرونة العقلية
وينقسم الى مثبت ومنشط
فالتوتر المثبت يضعف ويثبت همة الفرد في القيام بالتفكير العقلي ويجعله يتوانى عن ذلك
أما التوتر المنشط فهو يقدح في فكر صاحبه ادراكاً واقعياً لقيمة ذاته وادراك قوتها في استشفاف, وانجاز قيم الابداع
وان القلق والتوتر كليهما مشحونان بشحنة انفعالية تخدم صاحبها في الموقف الذي يعبئ تلك الشحنة الانفعالية
ويرى العلماء ان التوتر والقلق يحدث لدى الانسان عندما لا يكون هناك توافق بين ما يسعى اليه الفرد وبين المنبه
الذي يثير الفكرة او الذي يؤدي الى السلوك, وأن خفضهما يتحقق بتحقيق هدف التوافق بين الشخص وواقعه
والحياة العقلية للفرد وما فيها من انفعالات مصاحبة للقلق والتوتر
وتكون في العادة متبادلة التأثير في علاقة دائرية بل انها في كثير من الاحيان تصبح شيئاً واحداً
وعلماء النفس المعنيون بالابداع
اكثر توكيدهم على ان القلق والتوتر والحرمان والألم هذه كلها عوامل تدفع صاحبها صوب الابداع
وتشحذ الموهبة الغنية.
فالفعل الابداعي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتوتر النفسي والضجيج الوجداني والتهيج الانفعالي الذي يكاد يعم كيان المبدع كله .