كيف أبدأ بحديثي معكِ؟
رحلتي من حياتي فجأة كما اقتحمتيها فجأة
لكن رحيلك كان بغاية القسوة وبغاية الألم
ذات مساء
فتحت أوراقي..ولامست عيناي أحرفكِ
فأدمعت عيناي..وبكى قلبي
في ذاك المساء رحلتي يا حبيبتي بكل صمت
لم تودعيني حتى..رحلتي
وكأنني لم أكن بحياتكِ ذات يوم
وكأنني كنت مجرد خيال يجول بحياتكِ
ويعيش على الحائط كالظلال فقط
في ذاك المساء استيقظت على جرحي النازف
وعلى نفسي المتألمة
لماذا
اقتحمتي حياتي
أ لكي تؤلميني أنتِ أيضا!؟
أ لكي تستبيحين مشاعري..و تتلاعبين بقلبي كما تتلاعب الأنامل بخيوط الحزن
هل لأنني أحببتكِ أهديتيني كل هدايا الحزن وغلفتيها بغلاف الألم الفاخر؟
متعاليه و أنانيه أنتِ يا حبيبتي
لا
أعتقد أنكِ قد أحببتيني كما ادعيتي
فلقد فشلتي في الحب فشلاً ذريعاً
فلا أريدكِ أن تعودين إلى حياتي من جديد
فما عدتُ أتحمل أن أتنفس أنفاسكِ
وماعدتُ أحتمل الرؤية بعينيكِ
لو كانت تستطيع وسادتي التحدث
لباحت لكِ كم عذبتني الليالي لأجلك
وكم أرهقني طيف ذكراكِ
ألا تذكرين
لحظات الحب التي جمعتنا في تاريخ كتبتيه في أعماق روحي
ألم
تستطعين اكتشاف مقدار حبي في تلك الثواني
ألا تثبت أحرفي هذا
أكتب لأجلكِ..و إليكِ
و أنتِ تعلمين أن خيال حروفي ينطق لكِ فقط
ِويبوح لقلبكِ أنتِ
و يتغلغل إلى عمق روحكِ
رحلتي
و قررت أن أئدكِ داخلي
و أدفنكِ في زوايا قلبي الجريح
تمر الأيام
وتتفتح جراحي المثخنة
فلم أكن أتوقع أنه بعد مرور كل هذا الزمن
تثور في داخلي أطياف الذكرى
فتحت أوراقي..ورأيت أحرفكِ
فأجهشت بالبكاء من جديد
وكأنكِ رحلتي بالأمس فقط
لكنني هذه المرة تساءلت بصوت مرتفع
هل كُتبت هذه الحروف لأجلي !؟
هل كنت في حياتكِ حبا حقيقيا؟
أم كنت مجرد فكرة ألهمتك أفكاراً أخرى ؟
لمتُ نفسي كثيرا على هذا الجنون
أنبتها لأنها شعرت بالحنين إليكِ
حينها لا تتخيلين كم تمنيت لو كان باستطاعتي انتزاع قلبي وغسله من جراحه الأزلية
تذكرت ذاك اليوم الذي قلت لكِ فيه أنني لا أريد حباً جديداً يجرحني
فما
عدت أتحمل الجراح
وما
عدت أتحمل الألم
فوعدتيني بأيام مثمرة في ظلالكِ
فما أثمرت أيامي في قربكِ إلا بالحزن
وما أينع قلبي بغير الجراح
عجزتي عن احتوائي كما أريد
جليدي أنتِ حتى في الحب
كنتِ
كما البحر يحوي أسراراً كثيرة في داخله
ومع ذلك
نظل نحبه و تزداد محبتنا له يوما عن يوم
هكذا كنتِ أنتِ وهكذا كنت أنا
كنتِ غامضه مليئه بالأسرار..وكنت شفاف واضح في حبي
لم أخف قط من أن أحبكِ
ولم يمنعني غموضكِ عن عشقك
ولم يمنعني جليدكِ من أن أُلهب حبكِ في قلبي
متِ أنتِ يوم رحيلكِ
ومتِ
ألف مرة قبلها حينما التجأتِ إلى الصمت
ومتِ
ألف مرة أخرى حينما رحلتي دون وداع
ومع كل هذا الموت
فإنني لا أُنكرُ خيانة قلبي لي
فهو مازال ينبض كلما رأيتِ لك صورة يتيمةً لم تُهديني إياها قط
مازال يبكي كلما مرت عيناي على أحرفك النابضه
لن أسامحكِ أبدا
ولن أغفر لكِ أبدا
فلترحلين كما تشائين
فما عدت أعرف إن كنتِ هويتيني ذات يوم
ولا أعرف
إن كان قلبكِ لم يهوى كثيرين غيري
فلو كان هناك أخرين في حياتك
لتسعدين معهم
فأنا لا أرضى أن أنتظر في صفوف رجالك
فارحلي رحيلا أبديا عن حياتي
وارحلي
رحيلا أبديا عن قلبي و كياني
فإنني
أعلن تمردي عليكِ
و أعلن
تمردي على قلبي
ارحلي رجاءً إلى أي دفء تريدين
فجميع
رجال الأرض لن يدفؤنك كما أدفأتك بقلبي
ولن يحتوينكِ
كما احتويتكِ في روحي
ارحلي
فما عدت أحتمل بقاءكِ
سفير القلوب
العرض الشجري
