عندما تعشق المستحيل ...
فإنك قريب منه بأحاسيسك وأفكارك ... بعيداً عنه بواقعك
وعندما تعشق المستحيل ....
فأعلم بأنك تمشي في صحراء قاحلة ... تبحث فيها عن الماء والزاد
والمستحيل هو ذلك الصعب الذي لا يتحقق مهما بلغ طموحك إليه
فهناك الصعب الذي قد يتحقق ... وتجد له طريقاً رغم التعب
أما المستحيل ... فهو لا يستجيب لك .. ولا لعواطفك
لا يستجيب لأفكارك المتعبة من أجله
لا يستجيب لدموع عينيك التي بكت عليه
وعندما يكون المستحيل شخصاً ...
فالأمر هنا أكثر صعوبة
لماذا تعشق أنساناً ... لا يرحم لك جوارح ... ولا يشفي لك جراحاً ؟
قد تسعد كثيراً عندما تراه أمام عينيك
ولكن قد تحزن أكثر من ذلك ...
عندما لا يلقي لك بالاً ... ولا يسقي لك ضمئاً ...
أو يسكب لك كوباً من مشاعره داخل قلبك العطشان
أن تعطي أنساناً الكثير من قلبك ...
والجميل من وفائك ...
واللامع من كلامك ...
وهو بعيداً عنك وعن ذلك ...
فأنت قد قتلت نفسك بنفسك
أزددت قلبك جراحاً وآلاماً
دفنت اعضائك الحسية هناك ..
في طريق الضياع .. وعلى أرض العذاب
لما تفعل كل هذا ؟
وأنت تعرف بأن النتيجة قاسية ..
وستكون كالصاعقة على جبلٍ أهتزت صخوره
عليك أن تعيد حساباتك .. وأن تراجع نفسك
عليك أن تجمع أوراقك الملطخة بالحبر الأحمر
عليك أن تحجب نور الشمس .. وضوء القمر ..
وكل شيءٍ تخيلته بين يومٍ وليلة
عليك أن تمزق جسد الإخلاص .. وتكسر عظام الغيرة .. وتقطع رأس الحب ..
وتدفن كل قطعةٍ على أرض الوداع
عليك أن تضحك كثيراً
من شيءٍ قد مضى ... وحزنٍ قتله استقلالك الوجداني
عليك أن تضمد جرحٍ فعله الماضي .. بصبر الحاضر وطموح المستقبل
عندها .. ستعرف بأن الليل هو ليلك أنت
وليس الليل الذي كنت تعطيه روحك لتشتري منه السهر
ستعرف بأن الرياح هي رياحك أنت ..
وليست الرياح التي كنت تعاكسها من أجل المستحيل
ستعرف بأن الشمس هي شمسك أنت ..
وليست الشمس التي ركضت تحتها لتصل إلى السراب
ستعرف بأن قلبك هو قلبك أنت ..
وليس القلب الذي فعلت كل شيء لتملكه
فهل كان للمستحيل طريقاً يسلكه العقلاء كي يصلون إليه ؟
إذن ... فأنت مجنوناً مازال يسلك طريق المستحيل ..............
صـمـ الجروح ـــــت ،،،،،،،
aldwehi@yahoo.com