بودي لو عنونتِ الموضوع بعبارة ( لِمَ لا ) لأنَّكِ أكثَرتِ من تِكرَارهَا بدل أن يكون مُعَنوَناً
بعِبَارَة( الشّمُوع فِي حَيَاتُنَا ) وتِلك وُجهَة نَظَرُكِ وليسَ لنَا سُلطَة عَلَيهَا بِمَكَان!!
صَحِيح أنَّكِ ومعكِ الحَق سوفَ تقولِي وَصَلنِي عبر (الإيميل) وليسَ من حقـِّي التَّعدِيل فِيه
أو الإظَافَة عَلَيهِ أو الإنقَاصُ مِنه..حفاظاً عَلَى حقُوق الآخرِين..وَإحتِرَاماً لذوقهم العَام
وتقدِيراً لِمَشَاعرهُم الخاصَّة ..
نعم أن مشكلة (لِمَ لا) مرتبطة بنوع من التَّحدِّي..بعدم الرضَا عن الواقِع الذِي نَعِيشه
لأنَّكِ تشعُرِي في قرَار نَفسُكِ أنَّكِ تستحقِّي أكثَر مِمَا هُوَ لَدَيكِ وأنَّ وضعُكِ الحالِي بكُل مَافِيهِ
بكُل مَاحَوله يُعطِيكِ الحَق في أن يكُون وَضعُكِ أفضَل مِمَا هُوَ عليه فِي أشيَاء كَثيرَة؟!
وَأنتِ حينمَا تقولِي لنفسُكِ أو لِغَيرُكِ ( لِمَ لا ) ؟!
فأنَّكِ تُحاولِي كَسْر حَاجز المُستَحِيل..تُحاولِي أن تقللي من حِدَّة الآثَار المستقبلية السيئَة
التي يمكِن أن تَحدُث لكِ تُحَاولِي أن تُعطِي من مَعكِ..مِمَن يهمكِ أمره تُحَاولِي أن تُعطِيهِ
تصوراً عمَّا يمكن أن يحدُث لَكِ ولهُ فيما لو تأخَّرَ قلِيلاً ..
أو مَاطَلَ كثيراً في أتَّخَاذ قرار مَصيري يهمّكمَا؟!
بَل تُحَاولِي أن تقولي لهُ وبوضُوح إلى مَتَى ونحنُ لا نُبَارِحُ أمَاكنُنَا ونظِلُّ في هذا الوَضْع
وَ ( لِمَ لا ) تحقِّق الناس أمَانِيهَا وتسعُد أنفُسهَا..ونحنُ لازلنا نُرَأوِحُ أمَاكِنُنَا..إلَى مَتَى
تقدم الناس خِطوَة جريئَة نحوَ ماتُرِيد بينما نحنُ لانَجرُؤ حتى على الإقدام خِطوَة وَحِيدَة ..
تقرِّبنَا من بعضنَا وتُريحُ أنفُسنَا وتقلل من كميَّة القَلَق لدينا ومن حجم الإنتِظَار القاتِلُ لَدَينَا
ومايترتَّب على ذَلك من مَخَاوِف مُستَقبليَّة نشعُر بهَا ..
وتتمكَّن منَّا لدرجَة لاتَجعَلنَا نَستَمتِعُ بالحَياة وبكُل مافيهَا من جماليَّات كمَا أرَادَهَا اللهُ لَنَا؟!
( لِمَ لا ) نتوَاصَل مَعَ صَوت من نُحِب .. ومُخَاطبَته وَالحَدِيثُ مَعَه كما لو كَانَ بعيداً عنَّا ..
وتفصِلُ بيننا وبينه آلاف الأميَال من وِحدَة المَسَافَات عِلماً أنه قريب منَّا ولايفصِلُ بيننا
وبَينه سِوَى عُطر أنفَاسُنَا؟!
وَ (لِمَ لا) نتَوَاصَل مَعَ الآخرِين وبِالذَّات أقرَب النَّاس لَنَا من عَطفُنَا .. وحَنَانُنَا عَلَيهُم؟!
بَل وَ ( لِمَ لا ) نكُون قَرِيبِين منهُم..مُتَوَاجدينَ معهُم كلَّمَا إستَطَعنَا وكلَّمَا إحتَاجُوا لَنَا؟!
الايكفِي أنهم يحبوننا بصِدقٍ ويُخَافُون علينَا؟
الايكفي أنهُم يفضلونا ع غَيرُنَا ويضَحُّونَ من أجلُنَا بكل مايستَطِيعُون بكُل مَا أوتو من قِوَّة
فَقَط من أجل أسعَادُنَا؟!
ألا يكفي أنهم متمسكُون بنَا حتَّى آخِر لحظَة من اللُحَيظَات؟!
إذاً ما المَانِع من أن نُعطِيهُم ونقدِّم لهُم اقلّ ماينبَغِي علينا تقدِيمه لهم..ليسَ تفضُّلاً عليهُم
أوتعاطفاً معهُم بقَدر ماهو حَق من حقُوقهُم عَلَينَا؟!
صَحِيح انه ربذَما عَاتبنا الطَّرف الآخَر عَلى تقصِيرُنَا مَعَه فِي هَذا الموضُوع ولكن ( لِمَ لا )
نَفهَم هذا الانسَان العَزيز عَلَى قلُوبنَا .. ان عَدَم تَوَاجدنَا معه بإستِمرَار وقُربنا مِنْه دائماً ..
لا يعني انه شخص عادي كأي شخص..ولا يَعنِي ان مَا بيننا من عَلاقَة وِد قوية قد تأثرت
أو فَتَرَت أو أنها في طريقُهَا للإضْمِحلاَل؟!
إننا لا نستطيع أن نقنع الآخرين بتبريراتنا بإستمرار .. ولكن هذا لا يعني ان نجعل
من تلك التبريرات وكأنها الوسيلة الوحيدة للرد .. أو مواجهة أي عتاب؟!
والأمر الآخر الذي لا يقل أهمية .. والذي نشاهده ونواجهه في حياتنا العامة هو ( لِمَ لا )
يكون لنا حرية الاختيار في ان نختار ما نريد .. وفق ما يرضي الله أولاً؟!
لِمَ تفرض علينا حياة من نوع معين نحن نرفضها لأننا غير قادرين على التعايش معها
ولماذا يفرض علينا أشخاص نحن غير مقتنعين بهم .. ولا نستطيع التعامل معهم ..
أو حتى العيش معهم تحت سقف واحد ..
وكيف يرتاح الطرف الآخر..أو يرضى بأن يكون معه انسان لا يريده أو لا يحبه أليس ذلك
أمراً متعباً؟!
ولم حينما نريد العيش بسلام وهدوء بعيداً عن المشاكل..لِمَ تفرض علينا تلك المشاكل ..
وتُلصَق بنا التـُّهم .. وينسب لنا ما ليس فينا؟!
( لِمَ لا ) تُتَاحُ لنا الفرصة في أن نقدم ما لدينا .. في أن نُعطِي أكثر مِمَا لدينا ولكي نبدع ُ
بالصورة التي ترضينا وتنمـِّي المجتمع .. ( لِمَ لا ) يكون الابداع في مجال العمل؟!
و ( لِمَ لا ) يكون الإبداعُ فِي المَشَاعر .. في كيفية تقديمها بشكل مختلف؟!
وَ ( لِمَ لا ) نُعبِّر عن مشاعر حبنا بأسلوب يـَنِمُ عن روعة هذا الحب وتميزه؟!
(لَمَ لا) نقتل العتاب المستمر واللوم المتواصل رغم معرفتنا الأكيدة لحب الطرف الآخر لنا؟
العرض الشجري
