صَحِيح أنَّهَا وَأقصُد الزِّيجَة سَوفَ تُرهُق جيُوبنَا .. سَوفَ تَهُزُّ مِيزَانِيَّاتُنَا إذَا مَاطُلِبَت ..
بِـ ( الإهتِمَام ) بِنَفسهَا ألاّ إنَّ كُل ذَلك يهُون لَيسَ لِشَيء فَقَط لأنَّهَا ورُود الغَلا وَلأنَّهَا
نَبع الصَّفَا وَلأنَّهَا المِزن السُّحب الَّذِي تَخضَرّ الأرض من أمطَارُه؟!
وَلا أعتقِدُ أنَّ هُنَاكَ أهَم عِندَ الزَّوج من أن يَرَى زِيجَته أجمَل نِسَاء الكَون كَي يُفَاخِرُ بِهَا
ولَيسَ أمَام الغُرَبَاء فَعَلَى الأقَل أمَام شَقِيقَاتُه؟!
أظِف لِذَاك فَأنَّ الزِّيجَة حِينَمَا تَهتَم وَتَعتَن ِبِمَظهَرهَا .. فَأنَّهَا تَشَدّكَ إلَيهَا تَجذُبكَ بِقَوَّة ..
وهَذَا يَكفِي لأن يكُون الرَّابِط الأسَرِي مَتِيناً بَينَ كِلا الزَّوجَين ..
فَتَخَيَّل أخِي الأستَاذ ( أخُوهَدلا ) فَقَط تَخَيَّل لَيسَ أكثَر .. حِينَمَا تَعُود من عملكَ ..
خَاراً لِقِوَاكَ الجَسَدِيَّة وَالفِكرِيَّة بعدَ نَهَار طَوِيل وَشَاق بِالعَمَل .. نَهَار لَم تَتَخَلَّله رَاحَة ..
تَخَيَّل حِينَمَا تَدلُف المَنزِل .. حِينَمَا تَستَلقِي عَلَى سَرِيرُكَ .. بُقيَة إلتِقَاطُ الأنفَاس ..
وَإستِجمَاعُ القِوَى؟!
فَتَخَيَّل وَإذَا بِصَوت رَقِيق يَهمُس فِي أذنُكَ من قَرِيب .. صَوت يَقُولُ لَكَ بِكُل لُغَات العَالَم ..
الَّتِي تَعرِفهَا وَالَّتِي لاتَعرِفهَا وحَشتَنِي يَاهَذَا!!
أبطَيتَ عَلَيَّ فَمَاعُدتُ أحتَمِلُ غِيَابُكَ دَقِيقَة وَاحِدَة .. فَبِالله عَلَيك كَيفَ هُوَ شعُوركَ حِينَئِذٍ ..
وكَيف تَرُدّ عَلَيه .. وهَل تَلزَم الصَّمت المُطبَق .. وَإبتِسَامَة عَرِيضَة من تَغرُكَ ام أنَّكَ ..
وهَذَا مَا أتوقعه تَرُدّ عَلَيهِ بِشَكِلٍ اقوَى وَألطَف؟!
تَخَيَّل حِينَمَا تَعُود بعدَ طُول فرَاق مَرِيم وَألِيم .. وَإذَا بعَبِيرُ الوَرد فِي كَامِل أنَاقَته يَستقبلُكَ
بِتِلك الأحضَان الدَّافِئَة .. يَمسَح عَلَى رَأسُكِ بِرِقـَّة .. يُطَبطِبُ عَلَيكَ .. يَشَدُّ من أزرُكَ ..
يَقُول لَكَ آخِر مَرَّة تَتَأخَّر وسَامَحتُكَ هَذِهِ المَرَّة فَقَط .. ولكِن لَيسَ كُل مَرَّة؟!
بَل وَتَخَيَّل حِينَمَا تَجبُركَ ظّرُوف الحَيَاة العَمَلِيَّة عَلَى مُغَادَرَة أرض الوَطَن فِي بِعثَة درَاسِيَّة
دُونَ سَابِق إنذَار .. حِينَمَا تَعُود بعَد أشهُر أضنَاهَا التَّعَب .. وَأدمَاهَا الوَلَه ..
حِينَمَا يَستَقبلُكَ نَبع الصَّفَا بِعَينَين زَرقَاوَان .. وشعُور شَقرَاء .. وَإبتِسَامَة لَيسَ لَهَا مَثِيْل
لِتَعلَم حَقِيقَة لاخَيَال أنه نَافِذَتُكَ الوَحِيدَة الَّتِي تَرَى من خِلالُهَا العَالَم بِأسرِه بِكُل إرهَاصَاتُه!
وَتَخَيَّل ايضاً ..
حِينَمَا تُلزَم السَّرَائِر أثَر وَعكَة صحِّيَّة عَارِضَة .. حِينَمَا تَجِد من يَحرُص عَلَى رِعَايَتُكَ ..
حِينَمَا تَجِدُ من يُحَدِّدُ لَكَ مَوَاعِيدُ دَوَاءُكَ من يَسهُر عَلَى رَاحَتُكَ مَن يَشعرُكَ بِأنَّ الدُّنيَا بِخَير
ومن يُطَمئِنُكَ بِأنَّ مَا أنتَ فِيهِ مُجَرَّد وَعكَة صحِّيَّة عَابِرَة فَقَط وَسَرَعَان مَاسَوفَ تَنهَض ..
وَتَعُود كَمَا أنت وَأكثَر؟!
أنَّنَا وَالحَقُّ يُقَال .. وَلَو أنَّنِي أحِدتُ قَلِيلاً عَن صُلب المَوضُوع نُتَوَّق لِمَن تَهتَمّ بِمَظهَرهَا ..
ولكِن وقبلَ أن أنسَ لايَنبَغِي أن يكُون هَذَا ( الإهتِمَام ) عَلَى حِسَاب شَعَائِرهَا الدِّينِيَّة ..
وَأقِفُ هُنَا؟!
/
/
إنتـَـــر
العرض الشجري
