شِئنَا ام أبَينَا يظِلُّ (المَلَل) فِينَا فِينَا فِي كُل أوجُه حَيَاتُنَا اليَومِيَّة بدءاً من (المُنتَدَى)
وَمرُورَاً بِالعَمَل وَنِهَايَة ًبِمَن هُم حَولنَا مِمَن يَأتُونَ بـ ( المَلَل ) بإسلُوبهُم المُكَرَّر ..
حَتَّى وَإن كُنَّا فِي قِمَّة سَعَادَتنَا حَتَّى وَإن كُنَّا فِي نَشوَة إنتِصَارُنَا وَفِي رَوعَة أوقَاتُنَا
وَهَل نَستَسلِمُ لِهَذَا ( المَلَل ) لِكَي يَجهز عَلَينَا .. لِكَي يَنَل مِنَّا أبَداً؟!
فَالحَيَاة وَخُلتهَا كَذَلك تَحمِلُ فِي طَيَّاتُهَا الكَثِيْر من الأشيَاء الَّتِي تُسَاعِدْنَا عَلَى طَرد
هَذَا ( المَلَل ) وَشَبَحه .. وإن أرَدت خُذ مَثَلاً بَسِيْطَاً !!
تَوَاجِدنَا اليَومِي فِي (المُنتَدَى) لِسَاعَات طَوِيلَة وَنَحنُ مُتكَأيْن عَلَى الأرِيْكَة قُبَالَة
اللابتوب فَهَذَا من شَأنُه أن يَأتِينَا بـ (المَلَل) وَلَكِن مَاذَا لَو قَطَعنَا بَعض السُّوَيْعَات
من وَقتُنَا الثَّمِيْن وَتَرَجَّلنَا من أمَاكِنُنَا وَأخَذنَا جَولَة صَغِيرَة ..
ولَيسَ بِالضّرُورَة أن تَكُون خَارِج أسوَار المَنزِل..بَل فِي دَاخله فِي وَسَط حَدِيقَة
المَنزِل الصَّغِيرَة وَرَفَعنَا أعيُنُنَا إلَى الأعلَى .. وَألقَيْنَا بِنَظرَة خَاطِفَة لِتِلك الأشجَار ..
ولِتِلك الطيُور الَّتِي فَوقهَا..وَإستَمعنَا وبِكُل شَوق..لِزَغزغَتُهَا ولِصَفِيرُهَا العَذب ..
فَكَيف سَيكُون حَالِنَا حِينَئِذٍ ألَيسَ أكثَرُ إشتِيَاقَاً وَأكثَرُ رَغبَة للعَودَة إلَى (المُنْتَدَى)
والإستِرسَالُ فِيه .. وَنثر كُل مَافِي جُعبَتُنَا من أحبَار حِلوَة .. وَمن أفكَار آسِرَة؟!
قَد تَقُول..وَالحَدِيثُ لَكَ أستَاذ (فَهَد) ولَكِن لايُوجَد فِي مَنزِلُنَا حَدِيقَة فَمَاذَا أفعَل
وَكَيفَ هُو السَّبِيْل إزَاء ذَلك؟!
حِينَئِذٍ بأستِطَاعَتُكَ تَأخُذ جَولَة مِيدَانِيَّة فِي الحَي الَّذِي تَسكنه أن تَجُوب الطُّرقَات
شَرقاً وغَرباً وأن تَتَأمَّل الحَيَاة شَمَالاً وَجَنُوباً وَسَوفَ تَعُود أكثَرُ حَيَوِيَّـة وَنَشَاط!!
وبَعتَذِر مِنك وَبِشِدَّة لعَدَم المُوَاصَـلَة فِي الحِوَار .. وَذَلكَ نظراً لِضِـيق الوَقت؟!
/
/
إنتـَـــر
العرض الشجري
