قيام الليل ........
{ إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا } المزمل (6)
يعيش المرء حياته مليئة بالمشاغل وصروف الدهر ’ لذا فهو
يحتاج إلى لحظات لصفاء الذهن يختلي فيها بربه ويناجيه , في
ساعات الليل يصفو الذهن ويجلو البال ، ويجيش الوجدان ’ حين يرى عينه
تزيح النوم وقلبه يبعد الكسل ، ويقوم متبتلا ً خاضعاً لربه عز وجل
{ والذين يبيتون لربهم سجداً وقياما } الفرقان (64)
الكل منا يرغب في الخير ويتمناه ويسعى جاهداً لتحصيله وما هو موجود بين أيدينا
خير عظيم ولكننا عنه غافلون أشد الغفلة ، جاء عن بعض السلف الذين ذاقوا لذة القيام
والمناجاة : لو يعلم الملوك مانحن فيه من اللذة لجالدونا عليه بالسيوف .
رحم الله طاؤوس كان إذا اضطجع على فراشه يتقلى عليه كما تتقلى الحية على المقلاة ثم
يثب ويصلي إلى الصباح ، ثم يقول طير ذكر جهنم نوم العابدين
إذا ما الليل أظلم كابـدوه فيسفر عنـهم وهـم ركـوع
أطار الخوف نومهم فقاموا وأهل الأمن في الدنيا هجوع
لهم تحت الظلام وهم سجود أنين منه تنـفـرج الضـلوع
جارية تعشق قيام الليل : كانت للحسن بن صالح جارية فباعها إلى قوم فلمّا كان في
جوف الليل قامت الجارية فقالت : يا أهل الدار الصلاة الصلاة فقالوا : أصبحنا ؟ أطلع
الفجر ؟ فقالت : وما تصلون إلا المكتوبة ؟ قالوا نعم فرجعت إلى الحسن فقالت يا مولاي
بعتني إلى قوم لا يصلون إلا المكتوبة ردني فردَّها .
أما عمر و بن دينار فإنه جزأ الليل ثلاثة أجزاء ، ثلثاً ينام ، وثلثاً يدرس حديثه ، وثلثاً
يصلى .
فنسأل المولى جلا في علاه أن يرزقنا قيام الليل
تحياتي ,,,,,
اضواء الامل ,,,,