رغم الصعوبات التي واجهها منتخب الأرجنتين في التأهل إلى نهائيات كأس العالم جنوب إفريقيا FIFA 2010، ضمن تصفيات منطقة أمريكا الجنوبية، سيحط منتخب التانجو في القارة السمراء ساعيا بكل شوق لاستعادة أمجاد البطولة التي امتنع عليهم لقبها طوال 24 عاما، منذ الفوز في دورة 1986 التاريخية، بفضل داهية الأرجنتينيين ومدربهم الحالي، دييجو أرماندو مارادونا، الذي سيحاول جاهدا معانقة الكأس الذهبية من جديد، بصحبة لاعبين موهوبين تدوي أسماؤهم في كل أنحاء العالم.
ولا يتألف فريق مارادونا من لاعبين مخضرمين فقط، بل يضم لاعبين شباب من عيار ليونيل ميسي، استطاعوا جميعا إثبات علو كعبهم وتوجوا مع منتخب بلادهم ضمن منافسات الفئات العمرية الصغرى. وقد يتمكن فريق التانجو، إذا حصل الانسجام الضروري بين عناصره، من إبعاد النحس الذي يلاحق نجوم هذا البلد منذ نهاية كأس أمريكا الجنوبية 1993 وتصحيح أوضاعه على الأرض الإفريقية.
التصفيات
بلغ منتخب الأرجنتين النهائيات الإفريقية بعد مسيرة عسيرة ومضطربة، كما حدث سنة 1985، قبيل تتويج زملاء مرادونا حينذاك باللقب في المكسيك. وافتتح المنتخب تلك التصفيات بشكل متواضع، مع المدرب ألفيو باسيلي، الذي ابتعد عن ترسانة التانجو بعد الهزيمة أمام التشيلي في اليوم العاشر من من تصفيات أمريكا الجنوبية. ثم تحسن مستوى الفريق بعد ذلك بعد أن تقلد مارادونا مسئولية المنتخب وانتزع التأهل في النهاية عندما انتصر بعد عذاب على بيرو (2 - 1) وعلى أوروجواي (0 - 1).
وكانت حصيلة المنتخب الأرجنتيني في النهاية 28 نقطة، وهي أقل حصيلة يحققها منذ تطبيق نظام التصفيات الحالي: 8 انتصارات، و4 تعادلات، و6 هزائم. وتعددت العثرات في طريق الأرجنتين، فمن السقوط الأول أمام شيلي في سانتياجو (0 - 1)، إلى الهزيمة الساحقة على يد بوليفيا (1 - 6)، ثم الخسارة على أرض الوطن في مباراة البرازيل (1 - 3). لكنهم استطاعوا الانتفاض مرة أخرى خلال المباراتين الأخيرتين، بفضل هدف مارتين باليرمو في الدقائق الأخيرة أمام بيرو والانتصار الحاسم أمام منتخب الأوروجواي
تاريخ المنتخب في كأس العالم
- وصل المنتخب الأرجنتيني إلى المباراة النهائية في كأس العالم FIFA 4 مرات: ففاز على هولندا سنة 1978 وعلى ألمانيا سنة 1986، وخسر من أوروجواي سنة 1930 ومن ألمانيا سنة 1990.
- ستشهد دورة جنوب إفريقيا 2010 المشاركة رقم 20 لمنتخب الأرجنتين في البطولة ورقم 10 على التوالي.
- ستكون دورة جنوب إفريقيا 2010 خامس مشاركة لدييجو مارادونا في نهائيات كأس العالم FIFA، بعد أن شارك في دورات 1982 و1986 و1990 و1994.
تشكيلة الأرجنتين: ميسي ظهيرا أيسر وميليتو في الدفاع
وروسبورت
أجرى المدرب الأرجنتيني دييغو مارادونا بعض التغييرات في مراك اللاعبين خلال التدريبات التي أجراها الفريق السبت، لتجربة بعض اللاعبين في مراكز بعيدة كل البعد عن اختصاصاتهم المعهودة.
ميسي ظهير أيسر
وذكرت صحيفة كلارين الأرجنتينية أن الأحد عرف مراناً غير مألوف للمنتخب الأرجنتيني في معسكره بمدينة بريتوريا الجنوب أفريقية استعداداً للمونديال، حيث قام المدير الفني دييغو مارادونا بإقحام نجم المنتخب ليونيل ميسي في مركز الظهير الأيسر في تقسيمة الفريق الأساسية، وعلى الرغم من النزعات الهجومية المتكررة التي أظهرها في مركزه الجديد، إلا أنه قام بواجبه الدفاعي كاملاً.
وقام مارادونا بعمل تغييرات جذرية خلال التقسيمة التي عرفت ضحك جميع المشاركين فيها، خاصة أن الأمر لم يقتصر على وجود ميسي في مركزه الجديد، بل عرفت مشاركة مدافعي المنتخب اللاتيني الكبير في مواقع هجومية، فيما لعب الحارس البديل ماريانو أندوخار في مركز قلب الدفاع.
فيرون ظهير أيمن
وقد شارك لاعب الوسط المخضرم خوان سيباستيان فيرون في هذا المران التجريبي بمركز الظهير الأيمن، وهو المركز الذي مازال يمثل مشكلة لمارادونا قبل أول لقاء لفريقه أمام نيجيريا يوم 12 حزيران/يونيو المقبل بالمجموعة اثانية.
وتذكر الصحيفة في تقريرها أنه على الرغم من قيام فيرون بمهمته على أكمل وجه في المران، إلا أن فكرة الدفع به في مركزه الجديد تبدو مستبعدة، ليعيده مارادونا إلى مركزه الأصلي إلى جانب خافيير ماسكيرانو في وسط الملعب.
خط دفاع من القناصين
وقالت الصحيفة أيضاًَ أن التقسيمة التي استغرقت ساعة كاملة عرفت بعض الإثارة بمشاركة المدافع غابرييل هاينزه في مركز قلب الهجوم، خاصة أن اللاعب قام ببعض الهجمات والألعاب المتميزة في مركزه الجديد، خاطفاً الأضواء من المهاجمين دييغو ميليتو وغونزالو هيغوايين، خاصة أن الأخيرين قاما باللعب كقلبي دفاع إلى جانب كارلوس تيفيز مهاجم مانشستر سيتي.
ويعتمد مارداونا في جلسته التدريبية الصباحية على دخول اللاعبين صالة الألعاب الرياضية صباحاً، حسب احتياجات كل لاعب، خاصة ميسي الذي عانى قبل نحو أسبوع من إجهاد في عضلات الساق، وفي المساء يركز مارداونا على تدريبات أكثر تخصصاً، حيث ركز الأسطورة على التسديد من خارج المنطقة، للدرجة التي تشجع معها بطل كأس العالم 1986 للمشاركة كلاعب في ذلك التدريب.
وتقول كلارين أنه من المتوقع أن يستمر مارادونا في إجراء تدريباته بأبواب مغلقة أمام وسائل الإعلام كما حدث خلال اليومين الماضيين، على أن يفتح الباب للاعبيه للتواصل الإعلامي إنطلاقاً من يوم الخميس 2 حزيران/ يونيو.
�أثنى اللاعب الأرجنتيني المخضرن خوان فيرون على زميله في الفريق ليونيل ميسي، مؤكداً أن ليونيل يملك مواصفات رائعة تجعل منه لاعباً مميزاً، إلا أن لديه عيوباً أيضاً.
ميسي يتعلم
وقال خوان سيباستيان فيرون في حوار مع صحيفة آس الإسبانية الثلاثاء: "أتحدث مع ميسي كثيراً، فهو زميل غرفتي في معسكر المنتخب، إنه شخص ناضج ومتزن، ويجب عليه تعلم مواجهة الضغوط الملقاة عليه وحده، عليه التعايش مع هذه الضغوط، وهو ما ينجح في إثباته يوماً بعد يوم".
ويضيف لاعب فريق إستوديانتس الأرجنتيني: "هذا لا يعني أننا نعتمد في المنتخب على ميسي بشكل كامل، نحن سنحاول خلال مونديال جنوب أفريقيا أن نوفر له نفس الأجواء التي يتألق فيها برفقة ناديه برشلونة".
ويؤكد لاعب الوسط المخضرم (35 عاماً) أن ميسي بمقدوره تحقيق الكثير في مونديال 2010 الشهر الحالي بجنوب أفريقيا قائلاً: "حالة النضج التي يكتسبها ميسي حالياً في غاية الأهمية، لقد حجز لنفسه موقعاً أساسياً في منتخبنا، وعلى الرغم من خجله الواضح إلا أنه وجد لنفسه مكاناً بين الكبار في هذا المنتخب".
لا للمقارنة مع مارادونا
ورفض فيرون الذي سيكون على موعد مع ثالث كأس عالم له في جنوب أفريقيا إجراء مقارنة بين ميسي وبين مارادونا المدير الفني الحالي للمنتخب، والذي أهدى بلاده كأس العالم كلاعب عام 1986.
ويقول فيرون: "ميسي ليس مارداونا، فهو لديه مميزاته الخاصة، أسلوبه الخاص، وعيوبه أيضاً، لا تعجبني فكرة إجراء المقارنات، ولكن نتمنى أن ينهي ميسي البطولة كما أنهاها مارداونا بالحصول على اللقب العالمي، هذا سيكون أمراً مذهلاً".
شابي الأرجنتين؟
ورفض أيضاً فيرون المقارنات التي تضعه كـ"شابي هيرنانديز" المنتخب الأرجنتيني بقوله: "عندما قال لي مارادونا هذا أشعرني بضغط كبير، أنا لدي أسلوبي الخاص، ولا أعلم ما إذا كان هذا الأسلوب يشبه أحداً أم لا، أنا أنفذ واجباتي على طريقتي الخاصة".
لسنا في طليعة المرشحين
ويرى اللاعب السابق لفرق لاتسيو ومانشستر يوناتيد وتشيلسي وإنتر ميلان أن منتخب بلاده ليس في طليعة المرشحين للقب في المونديال بقوله: "التاريخ ومجموعة اللاعبين الحاليين تضع الأرجنتين كفريق مرشح، أنا عندي ثقة في فريقنا، ولكن المرشحين الثلاثة الأوائل هم إنكلترا والبرازيل وإسبانيا، إلا أن وجود دييغو كمدير فني وميسي في الملعب كل شيء ممكن".