|{ أنفَــآسُ الأنـ ـ ـا }|

[جثــ بلا ـة روح]

افتراضات


دعنا نفترض
أنّا وحدنا..
أمام البحر..
متماسكين..
مذعنين للنظر..
متجانسين..
كالسماء والقمر..

دعنا نفترض
أنّا وحدنا
تحت المطر..
متلاصقين..
متفائلين بالقدر..
متاحبين..
نشتم رائحة الزهر..


دعنا نفترض
أنّا وحدنا
في مقهى السهر..
نجني قهوة بنية
متلامسين
أكف الطهر..

دعنا نفترض
أنّا وحدنا
في فيّ الظهر..
ووردة حمراء..
وشجر مزدهر..
وظلال ونهر..


دعنا نفترض
أنّا وحدنا
وأغاريد عصفور
وقلب يضطرم..


دعنا نفترض
أنّا وحدنا
وموسيقى المطر..
وأغاني فرح ..
وفجر منبثق..

فلنفترض ..فما من خسارة
اذا افترضنا
أنّا وحدنا
أمام البحر..
متماسكين..
مذعنين للنظر..
متجانسين..
كالسماء والقمر..

[جثــ بلا ـة روح]

حرارته مرتفعه جدا...
سعال شديد..
وصوت أنين..
بجانبه خافض للحررة..
مثبط للسعال...ودواء آخر لا أدري ماهو..
أخوف الخوف أن ذلك الطفل قد أصيب بذاك المرض..
وأخوف الخوف إن انتشر بين الأخوة الباقين..
ربما تستطيع الأخت أن تصبح أما للحظات ..حتى تصبح الأم فارغة لسكب حنانها المتجدد..
حتى تمسح على ذلك الرأس الملتهب ..والأعصاب المتصدعة..

لا بأس عليك أخي ...

لا بأس عليك..




وربما أنا اليوم فارغة حتى أقوم بهذا الدور..وإنه لمخيف ...اكتشفت هذا مؤخرا حين دخلت المطبخ لأعد لأخي حليبا يشربه ..شممت رئحة غاز منتشره ..كم أنا غافلة ..وماذا لو احترقنا أنا وأخي الصغير.ما تفعل بي أمي حينها...


الحمدلله أني فارغة حتى أنتبه أن لا يدخل الموت بيتنا ..رغم أن الموت لا يستأذن أحدا للدخول ..لكني أحست أني مسؤله لوصد الباب أمام الموت..