قد تستغربون ما علاقة الغيبة بالنصيحة ولكن لنقل أن الغيبة عرفت بما يلي : (( ذكرك أخاك بما يكره ولو كان حقاً فيه ما تقول وإن لم يكن فيه فقد بهته ))
والنصيحة التي نعني هنا يكون القصد منها تحذير المسلم من مبتدع أو فتان أو غاش أو مفسد فتذكر ما فيه إذا استشارك أحد في صحبته ومعاملته والتعلق به .
ومثال ذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم حينما استشارته فاطمة بنت قيس في نكاح معاوية وأبي جهم فقال عليه الصلاة والسلام ( أما معاوية فصعلوك وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقة ).
إذن إذا وقعت الغيبة على وجه النصيحة لله ورسوله وعبادة المسلمين فهي قربة إلى الله من جملة الحسنات وإذا وقعت على وجه ذم أخيك وتمزيق عرضه التفكه بلحمه والغض منه تفكهاً وتسليه أو حقدا أو كبراً لتضع منزلته من قلوب الناس فهي الداء العضال ونار الحسنات التي تأكلها كما تأكل النار الحطب
نسأل الله السلامة.
{يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اجْتَنِبُواْ كَثِيراً مّنَ الظّنّ إِنّ بَعْضَ الظّنّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسّسُواْ وَلاَ يَغْتَب بّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ تَوّابٌ رّحِيمٌ}(12)
تحيــاتي ،،؛؛،،
® هــديــر ®