خلل فني بجميع مركبات الفضاء التابعة لـ"ناسا"
واشنطن - اف ب
أكدت لجنة التحقيق التي شكلت لتحديد ظروف حادث تحطم المكوك كولومبيا وجود نواقص خطيرة في عمل وكالة الفضاء الأميركية هددت سلامة الرواد، أثرت على صورة الناسا في العالم.
ويهدد آخر اكتشاف للجنة التحقيق، حتى وان لم يكن مرتبطا مباشرة بالحادث الذي أسفر عن مقتل الرواد السبعة الذين كانوا على متن المكوك، بتأخير موعد استئناف رحلات المركبات الفضائية الذي يتوقع مدير الناسا شون اوكيفي بأن يكون مطلع العام 2004.
والخميس تحدث المحققون، الذين يعملون باستقلالية تامة عن الناسا، عن خلل فني على جميع مركبات الفضاء - التي لم يبق منها سوى ثلاث بعد تدمير كولومبيا في الاول من شباط/فبراير وتشالنجر في 1986 - يجب تصحيحه قبل إطلاق اي رحلة جديدة.
ويطال هذا الخلل نظام صواريخ الدفع في المركبة الذي يعتبر أساسيا خلال اول دقيقتين من عملية الإطلاق والخزان الخارجي الذي يحتوي على المادة التي تسمح بوضع المركبة في المدار.
ويسمح نظام الدفع للصواريخ بالانفصال عن الخزان قبل ان تسقط في المحيط. إلا ان المحققين اكتشفوا ان نصف هذه الصواريخ - يزن كل واحد منها نحو 40 كلغ - التي تجمع بقاياها عادة بعد الانفجار في حوض في الخزان الرئيسي قد تدمره وتصيب المركبة.
وقال رئيس لجنة التحقيق الأميرال المتقاعد هارولد جيهمان ان "هذا الحوض ليس متينا كما نتوقع".
ومن جانبه اكد الجنرال المتقاعد جون باري العضو في المجموعة التي كشفت هذه المشكلة داخل اللجنة ان الخلل "يعتبر كارثيا للمستقبل". كما أكد المحققون ان الناسا وافقت على هذا الحوض في 1979 دون ان تخضعه لأي اختبارات. وقالت وكالة الفضاء الأميركية أنها لم تدرك على الإطلاق وجود مخاطر.
ويضاف هذا الاكتشاف إلى لائحة طويلة من الأعطال وضعتها لجنة التحقيق حول كارثة تحطم مكوك كولومبيا ضمن برنامج الرحلات المأهولة للناسا.
وما يزال المحققون يعتبرون ان كارثة كولومبيا ناجمة عن انفصال قطعة عازلة من الخزان الخارجي المركزي الواقع في اسفل المكوك أصابت الدرع المضاد للحرارة تحت الجناح الأيسر للمكوك قبل ان تتصدع تحت وقع الاصطدام.
ويؤكد المحققون ان هذا الحادث الذي وقع لدى إطلاق المكوك في 16 كانون الثاني/يناير سجل خلال رحلات أخرى سابقة دون ان تقوم الناسا بمعالجة هذه المشكلة التي اعتبرتها ثانوية.
والخميس أوضح حائز جائزة نوبل للفيزياء دوغلاس اوشروف العضو في لجنة التحقيق انه أجرى في مطبخه وبأقل من 100 دولار اختبارا أبطلت نتائجه تبريرات الناسا عن اسباب التصدعات التي اثرت على القطعة العازلة لدى اطلاق المكوك.
ويقول البروفسور اوشيروف ان التصدع ناجم عن عملية تكثف بسيطة ثم تسخين في حين تؤكد الناسا ان الغازات المحبوسة في القطعة العازلة تسبب تصدعا لدى تمددها كلما زاد المكوك من ارتفاعه. وقال الاميرال غيهمان من جانبه "انها حماقة".
وبات المحققون مقتنعين بأن الناسا لم تعد قادرة على ضمان سلامة الرحلات ولا يمكنها التنبؤ بالحوادث ولا تملك الوسائل المناسبة لفك رموزها عندما تحصل.
ورأى توم يانغ المسؤول السابق في الناسا الذي استمعت اللجنة اليه الخميس ان على وكالة الفضاء ان تخضع جميع انظمة المركبة للتجارب خصوصا وان المعدات المستخدمة على متنها اصبحت قديمة.
وبدأت لجنة التحقيق بصياغة تقريرها النهائي الذي سترفعه الى الكونغرس الاميركي هذا
العرض العادي
