مهما فعلنا مهما حاولنا لن يظِل كل شيء على حاله ولابد نُجبَر على التغيير
أما بداعي الملل والتشبّع .. أو بسبب تلك الإحباطات والإنكِسارَات ..
التي تُداهِمنا على حين غرَّة .. أو وهذا هو الأهَم لشعُورنا بعدم وجُود
من يهتَم بنَا من يؤازِرنَا من يصفِّق لنَا ويحسسنا مجرد إحسَاس ..
إن مانكتبه لم يذهَب سَدَى أو كشمعة إحترقت للتو وذهبت في مهَب الرِّيح
ولكن عزاؤنا الوحِيد اننا لو تعرَّضنا للوقف عن ( الكتَابَة ) فسَرعَان ماسوفَ
تنقشِع عنَّا سحَابَة ( الملل ) وغيمَة ( التشبُّع ) وديمُومَة ( الكَسَل )
صحيح إننا مثابرُون .. طوعاً إننا مجتَهدُون .. لكن إلى متَى سنستمر ..
على نفس هذا الرِّتم؟
وإن شئتِ ألغِي نظرَة على نفسكِ على بدايتكِ في المنتدى وكيف كنتِ
تنتقلي من قِسم لآخَر محلقة ًكالفراشَة تنثري عبير ردودكِ هُنا ..
ورَحِيق مواضيعكِ هناكَ ..
ولكن ماينبغِي علينا في هذهِ اللحظة بالذات .. أقصُد في حال شعورنا ..
بالملل وإحساسنا بالتشبُّع هو أن يكون لدَينا بَارِقَة ُ( أمل ) في أن نعُود
كما كنا وأفضَل بكثِير أفلا تودِّي أن تكونِي كذلك؟
ولك أنت كإنسانةأن تتخيّلي حياتكِ مجردة .. من دون أمل تنتظريه ..
ماذا سوف تكوني؟
مجرد صحراء قاحلة جافة لا طعم لها .. وإلى ماذا سوف تؤول حياتكِ ..
إلى مجرد حياة رتيبة مملة لا معنى لها؟
صحيح أن الظروف المحيطة بنا محبطة في كثير من الأحيان وإسمحيلي
أختي الأستاذة ( عتيبية كويتية ) إن خرجت قليلاً عن جادَة الموضوع ..
ولاتلوميني أرجُوك ..
وصحيح أن المناسبات الحلوة والسَّارة أقل بكثير من تلك المناسبات ..
السيئة أو المؤلمة بشكل عام وصحيح وصحيح!!
ولكن هذا لا يمنع من أن يكون لدينا بارقة أمل تكون بمثابة الشَّمعة
التي تضيء دروباً بعد الله وتجعلنا ننتظر الغد بتفاؤل وإشراق ..
بل حتى أولئك الذي يشتكون من عدم وجود الأمل بداخلهم إنما هم ..
عكس ذلك ..
أقصد أن بداخلهم أمل وأكثر من أمل ولعل أقرب تلك الآمال هو انتظارهم
بشَغف للغد .. وإستعدادهم له..
فالأمل اذن موجود لكي نعود متوهجين لـ ( الكتَابَة )ولكن ما نريده ..
هو ان ننظر إليه بصورة أكثر إيجابية أن نزيد مساحته بداخلنا بشكل أكثر
على نحو نشعر بأن بداخلنا واحة غناء خضراء مليئة بالمناظر الجميلة ..
والروائح الزكية .. والأجواء الرائعة المريحة للنفس ..
والتي تشجع على العطاء وتدفع على الإنتاجية..
وهناك لا شك مواقف مؤلمة تمر عليكِ .. فتحز في نفسكِ وتضايقكِ ..
من نفسكِ ..
ولكن الشواهد الحياتية اليومية تدل على أننا بحاجة لهذا الأمل أياً كان ..
بحاجة لأن نبحث عنه ونسعى إليه كي نشعر بحلاوة الدنيا ..
ومتعة الحياة..
يظل هناك أمل في أن نتخلص من بعض سلوكياتنا التي لا نرضاها لأنفسنا
والتي كثيراً ما أحرجتنا مع غيرنا .. وساهمت في إيجاد عداءات مع الآخرين
نحن في غنى عنها..
وتظل هناك حاجة شديدة وماسة وأمل أكثر في أن نزيد من رصيد حسناتنا
وتوطِيد صداقاتنا .. ونحافظ على أعز ما لدينا وأقرب الناس إلينا ..
فـ ( المنتَدَى ) لازال فيه الكثير ..
والأبواب مشرعة لأن نوسع دائرة الأمل أكثر وأكثر لتشمل أشياء أخرى
جميلة نرضى عنها نحنُ ..
ويرضى عنها الآخرون ولعل أهمها الأعمال الصَّالحة ورسم البسمة الحِلوَة
على شِفَاه كل محتاجٍ لها ..
أحيانا أتساءل أختي (عتيبية) ولِمَ هذا التعلق الكبير بالأمل والإنجذاب له؟
وحينها أقول ربما كان لهذا الأمل معنى جميل ومذاق خاص ..
لأنه يرمز إليكِ ويرتبط بكِ لكي تعُودِي أنتِ كما أنتِ..محمّلة ببشَائِر العودَة
والنشَاط الذِي ألمسه فيكِ .. والرغبَة الشديدَة في أن تُبدعِي ..
لِمَ لا وأنت الأمل نفسه .. عفواً أقصُد الآمَال نفسها؟
/
/
إنتـَــر