قد عدت هنا >
شاعر المرثية .. ليس ابو العلاء الدردني : )
وانما ..
ابو البقاء الرندي : ))
والقصيدة التي استحضرني موضوعك اخ/ اوزان بيتها الاول ردا على تساؤولك ..
هي،..
لـكــل شــيء إذا مــا تــم نـقـصــان * * فلا يـغـر بـطـيب الـعـيـش إنـسـان
هـي الأمـور كـمـا شـاهــدتـهــا دولٌ * * مـن ســرَّهُ زمـنٌ ســاءتـه أزمـــانُ
وهــذه الـدار لا تـبـقــي عـلـى أحـد * * ولا يـــدوم عـلـى حـال لـهـا شـــانُ
يـمـزق الـدهـر حـتمـًا كـل سـابـغـةٍ * * إذا نـبـت مـشـرفـيـات وخـرصــان
ويـنـتـضي كل ســيف للـفنـاء ولــو * * كان ابن ذي يزن والغـمـد غـمـدان
أين المـلوك ذوو الـتيجان مـن يـمـنٍ * * وأيـن مـنـهــم أكـالـيـلٌ وتــيــجـانُ
وأيـــن مــا شـــاده شــدَّادُ فــي إرمٍ * * وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ
وأيـن مـا حـازه قــارون مـن ذهـــب * * وأيـن عــادٌ وشـــدادٌ وقــحــطــانُ
أتـى عـلـى الـكـل أمــر لا مــرد لــه * * حتى قـضوا فكأن الـقـوم ما كـانـوا
وصـار مـا كـان من مـُلك ومن مـَلك * * كما حكى عن خيال الطيفِ وسنانُ
دار الــزمــان عــلـى دارا وقــاتــلـه * * وأمَّ كــســـرى فــمــا آواه إيــــوانُ
كـأنمـا الـصعـب لـم يسهل لـه سـببُ * * يـومــًا ولا مَـلـك الـدنيـا سـلـيـمـان
فــجــائـع الــدهـر أنــواع مـنــوعــة * * ولـلــزمـــان مــســرات وأحــزانُ
وللـحــوادث ســـلــوان يــســهــلـهـا * * ومـا لـمـا حــل بالإســلام ســلـوانُ
دهــى الــجـزيـرة أمـرٌ لا عـزاء لـه * * هــوى لـه أحـــدٌ وانـهــد نــهــلانُ
أصابها الـعينُ في الإسلام فـارتزأتْ * * حـتى خـلـت مـنه أقـطـارٌ وبـلـدانُ
فـاسـأل بـلـنـسـيةَ مـا شـأنُ مرسـيـةٍ * * وأيــن شـــاطبـةٌ أمْ أيـــن جـــيَــّانُ
وأيـن قــرطـبـةٌ دارُ الــعـلـوم فـكــم * * مـن عـالـمٍ قـد سـمـا فـيـها لـه شـانُ
وأين حـمـصُ ومـا تـحـويه من نـزهٍ * * ونــهـرهـا الـعـذب فـيـاض ومـلآنُ
قــواعــدٌ كـنَّ أركــانَ الــبــلاد فـمـا * * عـسى الـبـقاء إذا لـم تـبـقـى أركـان
تبكي الـحـنيـفيةَ الـبيضاءَ من أسـفٍ * * كـما بـكى لـفـراق الإلـف هـيـمــانُ
حيث الـمساجدُ قد أضحـتْ كـنائـسَ * * ما فـيهـنَّ إلا نـواقـيــسٌ وصـلـبـانُ
حتى المحاريبُ تـبكي وهي جـامـدةٌ * * حتى الـمنـابـرُ تـرثي وهي عـيـدانُ
يا غـافـلاً ولـه فـي الـدهرِ مـوعـظةٌ * * إن كـنت في سـِنَةٍ فـالـدهـر يـقظـانُ
ومـاشــيًا مـرحًـا يـلـهــيـه مـوطـنـهُ * * أبعـد حـمـصٍ تَـغـرُّ الـمـرءَ أوطـانُ
تـلك الـمصـيـبةُ أنْسَـتْ ما تـقـدَّمـهـا * * وما لهـا مـع طـولَ الـدهـرِ نـسـيانُ
يا راكـبين عـتـاقَ الـخـيلِ ضـامـرةً * * كـأنهـا فـي مـجـال السـبـقِ عـقبـانُ
وحـاملـيـن سـيوفَ الـهـندِ مـرهـقـةُ * * كـأنهـا فـي ظـلام الـنــقــع نـيــرانُ
وراتـعـيـن وراء الـبـحـر فـي دعـةٍ * * لـهـم بـأوطـانـهــم عــزٌّ وســلـطـانُ
أعـنـدكــم نبــأ مــن أهــل أنـدلـــسٍ * * فـقـد سـرى بحـديثِ الـقـومِ ركـبانُ
كم يستغيث بنا المستضعـفون وهـم * * قـتلى وأسـرى فـما يـهـتـز إنــسـان
لـماذا الـتقـاطع في الإسـلام بـيـنـكمُ * * وأنـتــمْ يـا عــبــاد الـلــه إخــــوانُ
ألا نـفـــوسٌ أبـيَــّـاتٌ لـهــا هـــمـمٌ * * أما على الـخـيـرِ أنـصـارٌ وأعــوانُ
يـا مـن لــذلـةِ قــومٍ بـعــدَ عــزِّهُــمُ * * أحـال حـالـهــمْ جـــورُ وطـغــيــانُ
بالأمس كـانوا مـلوكـًا في مـنازلـهم * * والـيومَ هـم في بلاد الـضـدِّ عـبـدانُ
فـلو تـراهـم حـيارى لا دلـيـل لـهـمْ * * عـلـيـهـمُ مـن ثيــابِ الــذلِ ألـــوانُ
ولـو رأيـتَ بـكـاهُـم عـنـدَ بـيـعـهـمُ * * لهـالـكَ الأمـرُ واستهـوتـكَ أحــزانُ
يا ربَّ أمٍّ وطـفـلٍ حـيـلَ بـيـنـهــمـا * * كــمــا تـــفـــرقَ أرواحٌ وأبـــــدانُ
وطـفـلـةٍ مـثــل حـســنِ الــشـمــسِ * * إذ طلعـت كأنما ياقـوتٌ ومـرجــانُ
يقودُها الـعـلـجُ للـمـكروه مـكـرهـةً * * والـعـيـنُ باكـيـةُ والـقـلـبُ حـيـرانُ
لـمثـل هذا يذوبُ الـقـلبُ من كـمـدٍ * * إن كان في الـقـلب إسـلامٌ وإيـمـانُ
ارجو ان تجد وتتذوق، والاعضاء الكرام، في هذه القصيدة ..
بليغ عبرتها عظتها والجمال الادبي والشعري فيها الذي احببت ان اشارككم فيه
وتقبلوا .. مودتي