العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-06-2008, 10:09 PM   رقم المشاركة : 1
عاشق المحال
( ود نشِـط )
 





عاشق المحال غير متصل

المقامـات الحجّاجيّـة

المقامـات الحجّاجيّـة
--------------------------------------------------------------------------------

الجـزء الأول
حدّثنا اللص الظريف ذو الدم الخفيف حجاج بن عجاج فقال
:
كنتُ جالساً ذات يوم في الساحة، أنتظر دقات الساعة. ففاجأني صوت يهز الأركان، لا يمت بصلة لإنسان.. وإذا بجماعة من الشباب، قد دخلوا فوراً من الباب.. وصال بصرهم في الساحة وجال، ما استبشرت بمنظرهم بأي حال
ثم اتجهوا إلى ناحيتي، وأمسكوا بناصيتي.. وقالوا: أين حجاج يا ولد؟! هل هربَ من البلد؟
قلت في ذعر، كأني بينهم فأر: من تعنون؟ وماذا تقصدون ؟ أنا لا أفقه شيئاً مما تقولون.. فتطاير من أعينهم الشرار، حتى لفحت وجهي النار! وإذا بأضخمهم جثة، يتقدم في خفة. ثم شمر عن ساعديه، فإذا بخنجر بين يديه
فقلت في رعب، قلما يغادر القلب: ماهذا الكلام؟ أنا لا أعرف الغلام.. وقلت على نفسي السلام
*******
وفجأة.. جاءت النجدة؛ شاب يهرول بخطوات مجدَّة. فقلت في اهتياج: ها قد جاء حجاج.. وصفّقت في ابتهاج.. فذهب الشباب مسرعين ، صوب المسكين. فاصفرَّ الشاب وازرقّ، وأصبح من القصبة أرقّ؛ من مرآهم سيء الطلعة، كثيران هربوا من المرعى.. وأصبح كالعليل، فظنوا شحوبه هو الدليل.. فأوفوه ضرباً، وأوسعوه ركلاً، وبقبضاتهم لكماً، وبالأيدي لطماً
وركضوا بعدما التفتوا إلي، تاركين الشاب بين يديّ
وبعد رحيلهم بدقائق، جلست آكل نقانق.. وفي ذروة فرحي، بانقشاع ترحي.. صحت في الفراغ: أنا حجاج سارق المصاغ، وناهب الأصباغ. لقد صدق أولئك المغفلين، أنني صبي مسكين. وقلبهم الغبي مشكور، إذ ظنني مذعور.. لقد ذهب الثأر، الذي كنت خائفاً منه كفأر.. ذهب الانتقام، وما انفكيت عن الابتسام
*******
وبينما أنا في قمة احتفالي، غير عالماً بحالي، إذا بالثيران الخمسة قد عادوا، لقد لعبوا دورهم وأجادوا.. واتسعت عيناي في هلع، وتوقف قلبي من الفزع. بينما هم يلتفون حولي كالسوار حول المعصم، وقد صرت أنا من الذعر أبكم
رحمة الله عليّ، لقد كنت إنساناً سويّ
*******
الجـزء الثانـي
حدّثنا اللص الظريف ذو الدم الخفيف حجاج بن عجاج فقال
:
كنت ذات يوم في مصرف، ويداي السرقة تقترف.. وأنا من داخلي أغلي كالنار، وجسمي يكاد يخرج البخار.. وبدني مسموم، حتى صرت كالمحموم.. وتحسست في وجع، جزاء الجشع. لقد أخذت علقة، من أكثر ثيران العالم رقة! لكنني سأنتقم، انتقام المعتصم
وبينما أنا أفكر في الطريقة المناسبة، التي للانتقام واجبة، إذا بمنظر مثير، شغلني عن التفكير، سيدة تحمل حقيبة كبيرة، لا بد بها أشياء كثيرة.. نقود وذهب وما لذ وطاب، وأشياء يسيل لها اللعاب
ثم اتخذت القرار، بسرقتها ومن ثم الفرار.. حتى خرجتْ من المكان، فاتبعتها في اطمئنان. فدخلت في زقاق جانبي، فأسقط في يديّ. ثم حزمت أمري وتبعتها، وفي المكان حاصرتها.. ثم قلت في تهديد: هاتي حقيبة اليد، فأنا لا أحب ضرب الفتيات، خاصة إن كن محترمات
لكنها كانت ذات شكل مريب، ورد فعل غريب. فقد صرخت في عنف، وألقتني بركلتها عدة أمتار إلى الخلف.. فأجهشتُ في البكاء، من قسوة النساء
*******
وبينما هي تعتدل لمحتُ القلادة الذهبية، المشيرة لإجادتها الفنون القتالية.. وتطلعت هي إليّ في دهشة، متعجبة من شخصيتي الهشّة.. ثم فعلت ما أشعرني بوخز الضمير، وغيّر فيّ الكثير؛ فقد مدت إليّ يدها بمال، قائلة: خذ هذا المال الحلال
وانصرفت في سرعة، تاركة إياي أقشعر كأني في ترعة
ثم ذهبتُ إلى أقرب بائع فول، وأعطيته المال وترجيته القبول. فقبل بعد إصرار، وإلحاح مني وتكرار.. فتساءلت في عجب، عن كرامته الذهب.. وتمنيت في حسرة، أن أكون مثله ولو في كسرة
*******
وكانت بداية النهاية، وما عاد لي بعدها غير العمل الشريف غاية.. وأصبحت بعدها حجاج التائب، عن افتعال المصائب. فالحمد لله الذي أرشدني إلى سبيل الهداية، وجعلني للمجرمين آية
*******
الجـزء الثالـث
حدّثنا التائب عن افتعال المصائب حجّاج بن عجّاج فقال
:
كنتُ جالساً ذات يوم في مطعم، إذ دخل رجل من الدهر أقدم.. لابساً البزة العسكرية، حاملاً رتبة عقيد فخرية
كان منظره كمعظم الرواد غير مهيب؛ إذ كنتُ حينها في تل أبيب، وكلهم يحملون ذات الشكل المريب.. وتابعته بنظري في حرص، ملاحظاً كل شبر فيه وزرٍ وقرص
ثم نهضتُ بعزم، واتجهت نحوه وجلست بحزم.. فحدق الرجل فيّ بذهول، غير مستوعب ما أقول.. لكنه ما لبث أن اطمئن إليّ واستراح، بكلامي ذو العطر الفواح. ونجحتُ في ربع ساعة، أن أجذبه إلي كما ينجذب المشترون للباعة
*******
ثم أخذ يتفاخر، ويزهو بنفسه ويكابر.. وقال: هل سمعت عن مقتل الفدائييْن أمس؟ من وجدوا أحدهما بلا رأس؟ إنني أنا الفاعل، بعد أن حرقتهما بالمشاعل. لقد وجدتُهما أنا ومجموعة من الرفاق، يحفران نفقاً من الأنفاق.. فقبضنا عليهما في بسالة! ويا لهما من حثالة
قلت في مرح، يخفي ما بي من ترح: لكنكم كنتم اثني عشر جنديّاً، وهما كانا شيخاً ومقاتلاً أبيّاً
قال في خفوت: سأقول لك شيئاً ولكن عِدني بالسكوت.. لقد قاتلا كالأسود، كأنهم كانوا ينتظروننا في يوم موعود، وأصاب الشيخ منا خمسة، والفتى قتل اثنين وفعل بالباقي مأساة، لكننا تكتمنا الخبر، لكي ننجو من الخطر. فالصحافة لن ترحمنا، وبالجبن ستنعتنا
ثم انطلق في ضحك كالجعجعة، لم يكن ليفعله في ميدان المعمعة
فناديت على النادل، وقلت: هات عصير للسيد الفاضل. أما أنا فأريد بعض النقانق، فعاد النادل بعد دقائق، حاملاً للإسرائيلي كوب، من ذلك المشروب، واعتذر لي عن مطلبي في تهذيب، فقلت: لا عليك يا غريب.. ثم قلت للإسرائيلي في أدب: الوقت من ذهب.. وأنا تأخرت على البيت، سأذهب وأحكي لأهلي ما حكيت
*******
خرجت من المكان في هدوء، متجنباً أماكن الضوء. ووقفت في الخارج في ركن من الأركان، أستمع لما يقال داخل المكان
وإذا بضجة، وصرخات أنثوية منزعجة.. فمشيت على غير عجل، فأنا أعلم ما جرى للإسرائيلي البطل.. لقد وضعتُ في كوبه سم، والإسرائيلي ذو غباء جم.. إذ ظنني أخون الوطن، وأنا لا أفعلها ولو في المحن






قديم 23-06-2008, 01:14 AM   رقم المشاركة : 2
just 4 you
( ود نشِـط )
 





just 4 you غير متصل

مشكور اخوي على هيكـ موضووع

اتحفتنا بجد

عسى ماننحرم منكـ







موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:32 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية