[align=right]
[align=right]بِلا مُقدِماتْ
عندما ينفثُّ قَلَمي
بتَعَاويذَ كاهِنٍ مارِدْ
في يدِهِ اليُمْنى
بقايا من جفافْ
وَ في الأْخْرى
وُريّقاتٌ مِنْ ثُقوبْ
وَ في خاتمٍ في بِنْصِرِ اليُمْنى
فحيحٌ لمِحْبرةٍ تنْتَظِرُ الْمَقْصَلة
يهْوي بها بصرامةٍ
في قَعْرِ كأسٍ يتجرْعُ الإثُخَانْ ..
بل هو وحْيٌّ لِقَلمٍ قَدْ سَبقْ
وهذه إحدى سِلاله التي
قد وعدْتُُ البعْضَ بإكْمالِ مسيرتها
من بين سُطورِ الأنا
وضجيجٍ للورقْ
ورفوفُ ذاكِرةٍ تنوءُ بالولهْ
هي حروفي حُبْلى بالْفَقد
تَتَسكْعُ بين طُرُقاتِ الأنينْ ..
وأفْكارُها تَتَبعْثَرُ كُلَّ حينْ ..
فالآهـ أحْمِلُ الخروجَ منها ..
وليس لي مفرٌّ عنها ..
ونلتقي دواماً أنا وحروفي
بـ وادٍ غيرِ ذي زرعْ ..
لـ يلْتَقِفُنا الطوفانُ وهو مُليمْ
وتِلَكَ الرفوف تتغنى
على بقايا مُهْجَتي
لـ تسّمعَ آياتَ مطارِقَ الزفيرْ
وتتراقصُ على بقايا الآنينْ
بأرْديةٍ من أزيزْ
فخُذُها وَجْبةً دَسْمة
كما يبدوا لكمْ
لا كما يبدوا لي
راجياً منكم الإنْصاتْ
وقراءة هذا النحيبْ
هكذا أتموّسَقُ
كما يبدوا لكُمْ
أنيقاً في خَلْقِ نبْضِ الْمُفْردة
وَيْكَأَنَّ الأنَاقةُ التي تزْعُمونَ بها
لايزالُ بيني وَ بيّنَها أمَدٌ بَعِيدْ
فـ مُفْرَدَتي قد أوْجَعْتُها ضَرْبًا بِالْيَمِينِ
حتى اعْتَصَرَ الْقلبُ بين طياةِ الأنينْ
وأبْجَدياتي تَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ
بـنحيبٍ شاهِقٍ يفْتَقِدُ الْحَنينْ
بأنينِ صارِخْ
وظَلاَمٍ كالِحْ
تبْدوا لهمْ
ورْدةً تقْطُنُ
بين شتلاتٍ من البنفسجِ
وتَتَسرْبَلُ عِطْراً
بين أغْصَانِ الزيّزَفونْ
ولكنهم لا يُبْصِرون من النصِّ إلا إسْمُهْ
وَ لا يُدْرِكونْ حَقِيقةُ إدْراكِها وهُم يَزِفُّونَ
أنها بين جيوشِ الإنْهاك قَابِعة
لها مرْتَعٌ بينَ أكْوامِ من الآهـ إلى يومِ يُبْعَثُونْ
بـ عَواطِفٍ مُنْهكَةٌ مِنْ كُلِّ شيءٍ
مِنْ هجيرِ الشِّتَاءْ وَ فحيحِ الخريفْ
مِنْ ظَمأ عِشّقٍ
يُبعْثِرُ أوراقي كثيراً
ويُلْقي بها في مهبِ ريحٍ
لا يَقْطُنُها الْفَرَحْ
وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حولِها كثيراً
فـ تبْتَسِمُ الأُنْثى لروّنَقِها
ويفْتَرِسُ الرجلُ فِكْرَتُها
أولئِكَ القُرَاءْ
يوجدُ من بينهم مَنْ يُتْقِنُ
إفتراسَ الحروفِ
ويوجدُ مِنْ بينِهُنَّ كيّدُ في الإفْتِراس
والتي تُمارسُ من بعضِهُنَّ بإتْقانْ
مغموسةً بين مَساماتٍ السطورْ
ويُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم بَينَ رفوفي شُكْراً
والْقلْبُ يذْرِفُ لهمُ دُعاءً في ظَهْرِ الغيبْ
وهُمْ لا يعْلَمونْ
فـ يَنْفثُ القلمُ بمُفْرَداتي
رُقْيَةَ مُشعْوذٍ يرْتَكِبُ الْكُفْر
لـ تبدأُ أقْلامي بإنْهاكٍ واصِبْ
تتلقْفُ سياطَ الْبعْثَرة
ماذا أفْعلُ بِربِكُمْ !!..؟
أفْكاري مُشتَّتَة ..!
وَ سياطُ ضجيجي طاغيةً وَ موجِعة
وأبْجَديّاتي بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا
وأحْرفي دَآبَّةٌ لا تَحْمِلُ رَوْنَقُها
تَهْتَزُّ بين كُفوفي كَأَنَّهَا جَآنْ
كأزيزِ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ
وَ تتقاذَفُ صاخِبةً على الروحِ
وَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ كأنها شِهابٌ ثاقِبْ
تَمْشِي عَلَى خاصرتي اسْتِحْيَاءً
قد تكونُ أَفْصَحُ مِنِّي بياناً
تَتَخَطَّفُ العابِرِينَ خِلْسَةً وَهُمْ لا يشعُرونْ
تُغْوَيْهُمْ بِلُغَةٍ تَفيِضُ بِلَعْنَةِ كُؤْوسٍ مِنْ رَمَادْ
فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ فِكْرةُ تِلْكَ الأوراقْ
ولكنها متَعِبَةٌ مِنْ فحيح الهرْوَلة
وروحي مُنْهارةٌ حدَّ المِقْصَلة..
برفقةِ سيوفِ الانْتِظار .!
ألْمَحُ في سماءِ الأُفُقْ
كُريّاتَ الكَرّب ْ
وألْتَحِفُ نجوماً من نيّزكٍ شِرْير
فـ قُلْتُ لـ قومي :
امْكُثُوا يا ودادَ القلب
واسّتبْشِروا خيراً
فإِنِّي آنَسْتُ نوراً
برؤْياكُمْ التي كأنَها
بَيْضٌ مَّكْنُونٌ
ماذا أكْتُبُ بالله عليكم !!؟
وقد صَدَح القلبُ
عَلى جَبين اليَأسِ
مُتشبِّثٌ بِرَمَقٍ مَبْحوحُ الصوتْ
مُثْقَلٌ بفواجعَ القلبْ
الجِراحُ تغْزوا أركانهُ
بـ مُباركةِ جيوشِ الْفقدْ
والأملُ ينْتِحِبُ
على سفوحِ الألمْ
أقْبعُ في صوّمَعتي
أفْتَرِشُ سُجادةً في كَنيسةٍ
لونْها مؤْرقٌ للروحْ
ممزوجةً بطلاسمَ مُنْثورة
تقبعُ مياسمَ الإنهاكِ
بين زواياها مُنْتَصِبة
حتى أصبحتُ لا أستطيعُ الإدْركْ
وأصْبحَ القِسّيسُ
مَضْطَرِباً من حرفٍ ماجِنٍ
كما يزْعُمونْ
فـ
لا شَيءَ ينبضُ في داخلي
إلا وريقاتٌ أتشبْثُ بها كثيراً
وَ يُعاتِبُني في التشبُّثِ قومي
لـ يلْتَقَمُني الْنَحِيبُ وَهُوَ مُلِيمٌ
هكذا كُنتْ
ولا أزالُ مُنْهَكاً
و أبدوا كثيراً
وَ يجْتاحُني أكثر
بـ حروفٍ تبْدوا للأخرين
بإبْتسامةِ الجمالْ
واْرتِسامةِ الآمانْ
وهي بوجْه آخر
قد قابتْ
بَينَ قَوْسَينِ أو أدنى
تجْتث الأرض بحثاً
عن نبيذٍ من أوهامْ
لـ تُمارس غِوايةً
خطيئة الحْرمانْ
هي حُبْلى
منْ كُل شيء
إلا الْفَرَحْ
وآهازيج الْمَرَحْ
وَ
مبْتورةً أركانُ قداسَتُها
إلا من الآهـ
والنون ومايعلمونْ
تتمخضُ بين كهوفِ
أكْوامٍ من الورقْ
و محاريبَ الفقد والأنينْ
وتسْكُنُ بين أنهار الوجعْ
وَ تعْتَكِفُ عند مقامِ الرحيلْ
أَحَدُهُمَا حَاَرِقْ
والآخر خارق
وَكِلاَهُمَا مُضِيءٌ
بأسنْة السرابْ
ومُشرَئبٌّ بِوَهْم
الحُلم الجميلْ
لأرواح لم تكدْ تُذّكَرْ
عبر فصول أربعة
يعْلوها طِينٌ مُقدّس
مصلوباً بين أضلاع قلب
يشتهي رَغْبَة الخُلودِ
في جنة الورود
بِمَا قُدَّ مِنْ أمَل يُنْتَظَرْ
والروح وَ عَشيرَتُها
يُجَرْجِرُونُ عوائقَ
أشْرعة السرابْ المبينْ
حيّثُ نوافذَ التيه والإخْتِناقِ المُهينْ
قد كُنْتُ
أبْحثُ عن وريّقاتِ بصيصٍ مِنْ أملْ
وأجوسُ الأرضَ بحْثاً
كمحاولةٍ لإجْتثاثِ صهيلُ القلمْ
تُدغْدِغُني شهْوةٌ العبقْ
وأستسْقي من حنينِ الشَبْق
و لا أُخْفيكُمْ سِرّاً
بأنَّ أرق الليل يُدَاعِِبُني كثيراً
ويرْتَمي في سُباتٍ عميقْ
تحت رِمْشةِ الأهـ ...
هي الحقيقةُ يا وِدادَ الروح
نستجدي كثيراً بـ صُراخٍ
ينْتَحِبُ بحْثاً عنِ حُبيّباتٍ من رآحةِ القلبْ
نبدوا هكذا دوّماً
نتجرْعُ غُصَصاً
مِنْ شُجيّراتِ الآهآآتْ
نرْجوا الأملْ
وننسى أن الفقدَ مزروعاً بين تُرْبَتِها
ونحنُ لا نشعُرْ
أُغْمُسوا أطْرافها
بين راحتيِّ كفوفُكم
لأجل العودة
تمَّ إيلاجُ هذهِ الْخَطِيئةْ
والرُهْبانُ في سُباتٍ عميقٍ
فَجَرَ يومِ الأحد
28 ربيع الآخر 1429هـ
الموافق للرابعِ مِن شهرِ مايو الحالي
المدينةُ العاهِرة
إنْتهى
بـ أوْرِدَتي كَتَبْتُها [/CENTER]
[/CENTER]
[/CENTER]