العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 03-03-2003, 11:04 PM   رقم المشاركة : 2
بقايا جروح
(ود مميز)
 






بقايا جروح غير متصل

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا....من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله أما بعد:

الأخت في الله // مناير حفظها الله من كل سوء


لاشك ان ماتعانيه واضح أنه عاطفة جياشة بين حناياك ألتهبت ولم تجد من يطفأها الا رؤية من تريد بلدك وأهلك الحبيب

عندما قلت عاطفة أقصد تلك المشاعر المتدفقة السيالة التي تدفع الإنسان لاتخاذ مواقف من القبول والرفض.... أو الحب أو الكره

تطلق على تلك الحماسة التي تتوقّد في نفس صاحبها لقبول هذا العمل أو رفضه.

إنني ومع شعوري بإغراق بل ومزيد من الإغراق في العاطفة ومع شعوري بأن ثمة ذكريات دعت هذه العاطفة وأصبحت لهيبا من الشوق

لكن لابد أن نحجمها ونحد منها..... إننا مع ذلك ينبغي ألا نهمل دور العاطفة وألا نقع في خطيئة الإهمال لها .

إن العاطفة التي تعانين منها هي طبيعية و الدعوة إلى إهمالها دعوة بحاجة إلى مراجعة وإلى إعادة النظر لأمور منها:

أولا: أن العاطفة خلقها الله في الإنسان أصلا فقد خلق الله الإنسان يحمل مشاعر وعواطف من الحب والكره.... والقبول والرفض والحماس .

فالدعوة إلى إلغائها دعوة إلى تغيير خلق الله والدعوة إلى إلغائها أنها خلقت عبثا وحاشى لله عز وجل أن يكون في خلقه عبث

فهو سبحانه ما ركب هذه العاطفة في نفس الإنسان إلا لحكمة ولمصلحة لابد أن تتحقق من ورائها .

ثانيا : يتفق العقلاء من الناس على وصف فاقدالعاطفة بأنه إنسان شاذ فالمرء الذي لا تتحرك مشاعره...... فلا يرق قلبه لمشهد يثير الرقة والعطف

ولا يشتاق لأهله وأحبابه وذويه ......فيصير قاسيا كالحجر

ولا يملك مشاعر الحب تجاه الآخرين أو مشاعر الرفض تجاه من يرفَض

المرء الذي لا يمكن أن تتوقّد في قلبه حماسة أيا كان الموقف..... لاشك أنه مرء شاذ فاقد للإحساس والعواطف .

بل إن الناس يرون أن الرجل الذي لا يحس بالجمال..... ولايتذوق الجمال في هذه الدنيا.... رجل شاذ

فهو وصف مخالف للفطرة السوية ولهذا حين جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورآه يقبل صغيرا قال :تقبلون صغاركم ؟! قال صلى الله عليه وسلم "أوأملك أن نزع الله من قلبك الرحمة ؟"

ثالثا : حين نقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم نجد مواقف شتى تدل على هذا المعنى وسواء سميناها عاطفة أو لم نسمها كذلك فلا مشاحة في الإصطلاح

ولا يجوز أبدا أن نقيم جدلا وحربا حول المصطلحات والألفاظ.. سمها ما شئت المهم إنها تعني الذي نريد..... وإن اصطلحنا نحن على تسميتها بالعاطفة فإن هذا لايعني أن وصف العاطفة لفظ تهمة أصلا ولفظ جرح

يتردد المرء من أن يصف به فلانا من الناس فضلا أن يصف به محمدا صلى الله عليه وسلم .


مشكتي أختي أننني أطيل الحديث واستمهد في نقطة واحدة .....لكن عزائي هو حب الكتابة وحب تضميد الجروح

لنأطيل أذكر موقف واحد فقط للعاطفة للنبي صلى الله عليه وسلم وهو

عندما مات ولده إبراهيم بكي صلى الله عليه وسلم وقال: ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون )

لكن لاتنسي أختي بينما أن النبي صلى الله عليه وسلم حين جمع بين الصبر والرضى بقضاء الله عز وجل ويجمع بين الرحمة والرقة والعاطفة التي لا يفتقدها إلا إنسان شاذ .

أفبعد ذلك كله نطالب الناس أن يتجردوا عن عواطفهم ومشاعرهم وعما جبلهم الله عز وجل عليه .

إن الوسط سنة الله عز وجل في الحياة.... فالمسجد الذي نصلي فيه حين يزداد فيه التبريد يصبح حدا مزعجا لا نطيق الصبر عليه.... وحين ينقص عن القدر المعقول يؤلم الناس الحر ويزعجهم فلا يطيقون الصبر عليه .

وهكذا الطعام حين يكون بالغ العذوبة لا يستسيغه المرء وحين يكون بالغ الملوحة كذلك..... وشأن الله عز وجل في الحياة كلها " الوسط " .

وهو وسط بين الغلو والجفاء..... فكما أن إهمال العاطفة وإلغائها أمر مرفوض..... فالإغراق فيها والتحليق في التجاوب معها هو الآخر أمر مرفوض وينبغي أن نكون وسطا بين هذا وذاك


وقد يستشهد بكلامك بقول الشاعر:

كم منزل في الأرض يألفه الفتى++++++ وحـنـيـنـه أبــدا لأول مـنـزل

لكن حين يزداد هذا الحنين فتتأثر حياتك بهذا الحنين...حين تساومين على هذا الشوق فهذا دليل على إغراق في العاطفة

وجدلا نقنعين نفسك أن هذا عنوانك الهم إن هذا عنوان إقناع لك وليست هذه إلا حيلة نفسية تخادعين فيها نفسك

ليس حل المشكلة هو جعل عنواننا الهم ..... بل كم أشعر بالأسى والحزن لمثل هذا العنوان ...... وكم يجري مدامعي هذا اليأس

الله الله ياأختي في الله مناير الله الله في جعل الشوق محركا للعمل وليس مهبطا وجعله عنوانا لك

إننا معشر الشباب والفتيايات بحاجة إلى جيل حازم..... بحاجة إلى جيل يتحمل المسؤولية

أما الجيل الذي لا يتجاوب إلا مع عواطفه ومع مشاعره فهذا لا يثبت وقت المحنة...... ولا وقت الفتنة

وحين تغرق العاطفة في هذه الصورة أو غيرها فإننا لن نجني من الشوك العنب.

قد أكون أسهبت وأطلت في وصف الداء وسبب المشكلة أختي مناير ..... ولكني أشعر أن وصف الداء يتضمن في ثناياه وصف العلاج والداء .

والحلول سهلة وكثيرة وبإمكان أي شخص ان يسرد نقاطا للحلول


لكن تأكدي أننا اذا لم نزن أعمالنا وأن نفكر فيها...... وأن نشعر بأن الله عز وجل كما خلق فينا عواطف فقد خلق فينا أيضا عقلا وحلما وأعطانا سبحانه وتعالى علما بكتابه سبحانه وتعالى..... وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فالله عز وجل قد أعطانا موازين وقيم غير هذا الميزان وحده .

وحين لا نملك إلا هذه الصنعة ولا نزن إلا بهذا الميزان.... فإن هذا عنوان التطرف والغلو.

أرى أن العدل والإنصاف ووزن الأمور والتأمل فيها.... والمراجعة مما يعيننا كثيرا على تجاوز هذه النتائج والآثار السلبية

ويبعدنا عن الشطط والغلو.....وكلاهما غلو.... الرفض والإهمال غلو، والإغراق والمبالغة في التجاوب هو الآخر أيضا غلو والوسط بين هذين الطريقين وبين هذين السبيلين .

إذا ذلك الحزن قد يوصلك الى طريق الكآبة والنظرة السوداوية للحياة فيجب التخلص منه والبعد عنه

وعليك بالوسائل المشغلة عن تمكن هذه الخواطر من نفسك مثل :

التفكر في مخلوقات الله وبديع صنعه وعظيم آياته في الكون والنفس ونحو ذلك

واحرصي على تدبر القرآن الكريم والتأمل في آياته فما أنزل إلا للتدبر والعمل

كما أن الانشغال بمحاسبة النفس وتذكر عيوبها ومحاولة إصلاحها مما يشغل البال عن الخواطر الحزينة

وعموما الإنسان إذا كان مشغلا لنفسه بالمفيد النافع كالوسائل والبرامج الدعوية ونحوها ضاقت عنده مساحة التفكير فيما يبعث فيه الحزن واليأس

نسيت أمر هااااام جدا الا وهو المعوقات المفتعلة قد ترين كلامي حسنا لكنه يبقى عند بعض البشر صورة مثالية لا يمكن أن تنزل إلى أرض الواقع

ومرحلة تتمنيين الوصول إليها فيأسرك الواقع الذي تعيشين...... وتقارن بين النموذج المطروح وحياتك

فتشعرين أن هناك مسافة شاسعة لا تستطيعين قطعها أو اختزالها.

وحينئذٍ تبدين عوائق وتحتجين بأن الذي يده في النار ليس كالذي يده في الماء وقد نعاني مشاكل يصعب حلها وتبقى للزمن كفيلا بحلها

لكن يجب أن لاثؤثر على حياتنا أو على الأقل التقليل من تأثيرها

قبل ان أختم قد تطبقين هذه الحلول وغيرها وقد لاتبدي نتائج أو ليست النتائج التي ترغبينها

لكن لاتنسي لابد من عامل الوقت للتخلص من مشكلتك

حينما يغيب البعد الزمني في تفكيرك ولا تنظرين إلا إلى اللحظة القريبة فإننا سنجني نتائج مرة وسيئة


لو أن إنسانا يطهو طعاما يحتاج إلى ساعة كاملة..... واستعجل إخراجه قبل أوان نضجه..... فلن يهنأ بأكله ناضجا وقد لا يستطيع أن يعيده إلى قدره.

أتمنى أن تعطي نفسك الكثير من الوقت للتخلص من مشكلتك

هذه خواطر عاجلة من أخ لكم في الله يسأل ربه العفو والغفران والدعاء الصالح

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوك في الله

بقايا جروح









































 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:17 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية