في الشمال عموما وفي عرعر تحديدا .. وجدت الطيبة والكرم
مسكنها الحقيقي .. وقبل شهور وتحديدا عندما زار الملك عبدالله
منطقة الحدود الشمالية .. تسابق الأهالي .. باحتفاء عظيم واحتفال
أعظم.. للرجل الأول.. وراعي هذه البلاد
لم تكن هي أقل احتفاء ولا أقلهم حفاوة بملك القلوب ..
بل كانت أكثرهم انشادا واكثرهم حبا لهذا المليك وهذا الوطن
كانت فتاة عرعر ذات الخامسة عشر ربيعا .. تعشق الوطن ..
رغم انها لم تجد فيه الملاذ الحقيقي من الفقر والعوز
عاشت فتاة عرعر في بيت من الصفيح الابيض ..
يقال له بعامية اهل الشمال صندقه ..
هذه الصنادق كثيرة في عرعر تحديدا ولا يسكنها إلا الفقراء ...
كل هذه الصنادق لم تكن ضمن البرنامج المعد لزيارة
خادم الحرمين عندما زار عرعر
وفي الولايات المتحدة الامريكية .. كانت تعيش الكثير من
الحسناوات .. في ولاية لويزيانا .. والكثير الكثير من الحيوانات
ومرتع الخمور والفسق والمعاصي .. وفي ولاية لويزيانا ذات
الشواطئ الساحرة ... والمناظر الخلابة .. كانت تعيش أغلب
الأسر في بيوت خشبية كتلك التي يعيش فيها أغلب الشعب
الأمريكي .. ليس بسبب لفقر .. ولكن لنمط الحياة عندهم ..
تجهزت نورة لموجة البرد .. التي هبت على الحدود الشمالية
بكل ما أوتيت من فقر وقلة حيلة ، هي لم تكن تعلم بأن ميزانية
هذا العام تفوق الوصف..فقط كانت حريصة على ان تسكن
عنزاتها الثلاث في نفس الصندقه خوفا عليهن من البرد..
وفي لويزيانا كانت كل شاشات العالم تتابع طريق اعصار كاترينا ...
وما الذي سيفعله بأبناء البشر هناك
إلا ان نورة لم تكن من أبناء البشر .. لا شك في ذلك طالما انها
تعيش بين العنزات وتحت صفيح أبيض
هبت موجة الصقيع في عرعر .. هبت وهي التي لا تبقي
ولا تذر..والقوم يفاخرون بميزانيتهم .. وسعر بترولهم
ونورة ترتجف من البرد .. وهي تنظر إلى عنزاتها الثلاث ..
برأفة الطفولة الحانية .. وكأنها تسألهم عن الحل ...
كمثل سؤال ( أليس ) في بلد العجائب حينما سألت القط ( تشيشاير)
عن الطريق : من فضلك هل لي أن أعرف اي الطرق علي أن اسلكه من هنا؟
قال لها اين تريدين الذهاب؟ قالت : لا أعرف ، فرد عليها اذن اسلكي أي الطرق..
ولأن نوره لا تعرف أي الطرق تسلك فلقد سلكت الطريق الأسهل
عليها والأصعب على بني البشر ..
في لويزيانا تسابقت الدول على نجدتهم .. ولأنهم بشرا فلقد هبت
لنجدتهم شركة ( أرامكو ) في السعودية .. مهرولة نحوهم ..
بغرض إنشاء مساكن لضحايا إعصار كاترينا ..
أما نورة فلم يهب لنجدتها أحد .. ارتجفت وارتجفت ..
وبكت من شدة البرد .. وازرق جسدها الطاهر ..
حتى فرش الموت لم تهبها الحياة
ماتت نورة من صقيع البرد في هجرة الديدب ( 30 كلم ) شرق
عرعر ..
ماتت وهي تنشد تراتيل الوطن .. ماتت بعد ان كانت تعيش في صفيحة
لا يسكنها حتى بقر المراعي ولا نادك ..
سؤال هل يا ترى نام من أؤتمن بعد أن عرف أو سمع بفتاة الصفيح ؟
أم أنه لا يعلم أنه في عرعر يتواجد ويتكاثر هناك البشر..
لعلها ذهبت الى حال أفضل من تلك الحال ... كيف تموت فتاة من البرد ...
في نفس البلد .. التي يعيش فيها رجل يزايد على معطف فرو تركته
فنانة ساقطة راحلة بملايين الدولارات..
كيف تموت من البرد.في الوقت نفسه الذي تعج خزينة الدولة بمئات المليارات
أين التجار أين زكاتهم ! اينهم عن من منعتهم العفه عن السؤال
أين وأين وأين وأين
// منقول\\[/font][/CENTER][/QUOTE][/size]
العرض العادي
