.
بسم ربي و ربكم الله ..
أستعين.....!
[ فوبـــيا الخوف من الرأي الأخر ] !
ثقافة نسف الآخر , ثقافة أربابها من أصحاب بعض الأفكار جاءت لـِ تنسف الأفكار الأخرى مهما كانت إنتصارًا لفكرها و هذا من الحقوق المشروعة فأنا أريد لفكرتي أن تكون هي أفضل الأفكار الصحيحة الموجودة في ساحة فيها كثير من العقول و الأفكار ذات أفق واسع .... لكن هذا ليس هو الطريق الأفضل بالتأكيد فاستماعي للأفكار الجديدة يعطي عقلي أفاق جديدة و كبيرة و ينمي مداركي الفكرية و يغذيني بالقوة في الدفاع عن مبدأي و فكري ولو كنتُ واحداً في مجموعة تختلف معي في الرأي إلا أن حقي كإنسان أمتلك عقل أن أعارض و أنتقد و أصف الدواء للداء و أن أطرح الكثير من الأسئلة وعلى ضوء الإجابات أستفيد و استزيد .....
ونظام النسف للرأي الأخر .. حري بنا أن نصفه بنظام الغاب .. فالقوي ينتصر على الضعيف و الضعيف عليه أن يموت ليعيش القوي وهنا تقتل التعددية الفكرية في المجتمع ولا يستزيد من التجارب و الأفكار الجديدة وهذا ينافي ثقافة المجتمع المدني و علينا أن نقول لا مجتمع قائم بدون تعددية فكرية ..
وهذا يدلنا على الانغلاق العقلي الفكري الذي هو مرض يفتكُ بالكثيرين في مجتمعاتنا .. حيثُ يكون المجتمع منغلقاً على نفسه قامعًا للحريات قاتلًا للأفكار محبطًا للأقلام.. راميًا بقذائفه لكل مختلف معه في رأي أو فكرة ..
وهذا يحدثُ في المجتمعات المنغلقة بأسباب كثيرة منها ..
الخوف من الفتنة , ضمان وحدة الكلمة ..
وهذا يقضي على الإنتاج الإبداعي العقلي و يقتل الإبداعات العقلية في كافة المجالات في الوقت الذي يحتاج فيه المجتمع لـ المفكرين المبدعين حيثُ أنهم ثروة كبيرة قومية تفيد المجتمع ولا تضره ..
الاختلاف سنة وشرع و رحمة أنزلت من رب العالمين فالاختلاف يحقق كثير من الموارد و يرضي العقول المختلفة بطريقة التفكير ..
و جميل أن نجتمع مع المفكرين في نقاط و نساعد بعضنا بعضا لأننا كالبنيان و كالجسد الواحد حيثُ تجمعنا الأمة الإسلامية و الدين الواحد فلا بأس أن تختلف معي في أمر أو أمرين و تتفق معي في أمور أخرى .. إن الانطباعات السيئة تؤثر على وحدة الكلمة و وحدة الصف حيثُ من الواجب علينا كإسلاميين أن نتفرغ للدعوة إلى الله عزوجل و محاربة أرباب الفكر الفاسد لا أن نتقاتل في ما بيننا لأننا بهذا نحقق نصيب أنفسنا بالضرر مع وجود النقد الهادف والبناء للأفكار المختلف فيها فالنقد يفيد المفكرين ..
ولو علمتُ أن ردي على فئة من الفئات المختلف معها في فكرة أو رأي سيفيد و سيكون باحترام و تقدير لاجتمعت مع هذا المختلف أمام كثير من الناس وتناقشت معه لأني أعتقد أن نظريتي هي الأصح مثلما أعتقد أن أي فكرة نابعة عن صحيح و إلا لما كانت محتملة ..
ثم إن عدم إتاحة الفرصة لتقبل الأفكار عمل أناني ينم عن الخوف النفسي و الفكري و يدل أيضاً على سلوك غير ديموقراطي و الذي ينال من أي فئة من فئات المجتمع دفاعاً عن أفكاره الهشة و دالاً عن خلل في الثقافة السائدة بل عيب جوهري فيها ..
وهذا الخوف النفسي و الفكري يضعف من الازدهار.. ثم أن أي رأي لا يحتاج إلى الاجتماع لـ يثبت صحته
و لنا في قصص الأنبياء صلوات و سلام الله عليهم أسوة حسنة فهم لم يحصلوا على الإجماع في البداية و بعضهم لم يحصل عليه أبدًا .. لكن هذا لا يعني أن فكرهم فاسد بل هم الأصح و الأفضل ..
ثم أن هذا الخوف يجعل الفئة صاحبة الرأي الأوحد منطوية على ذاتها و تلك من السلبيات و المقومات التي جعلت أرباباً للأفكار الفاسدة يطغون و يسمع لهم صوت و قد كانوا أقلية و اليوم هم في إزدياد ..
يوم نملك ثقافة حسن الاستماع و حسن الخلق كما دعا إليها ديننا فإننا نكسب ود كثير من طبقات المجتمع ما يجعل الأفكار الفاسدة ضعيفة في الانتشار ..
ثم أن هذا الرأي الأوحد يحتمل الخطأ أكثر منه للصواب نتيجة لغياب التعددية الفكرية ثم لنعرف جيداً أننا لسنا وحدنا من نملك الإجابات على الأسئلة ولسنا وحدنا الأصح لكننا نأمل بأن نكون وهنا نعطي الحق لـ الآراء الأخرى لتبث و تنتشر إن كانت تستند إلى مبدأ قوي و منطقي صحيح صريح ..
اليد العُلــــيا ! .. هيثم