السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لك أخي الفاضل البدر19
موضوع شيق مبارك
فالأحلام والأماني لا تنتهي عند ابن آدم
ولكن هناك من يحلم أو يتمنى لنفسه وهناك من يتمنى لأمته
والأماني منها المحمود ومنها المذموم
فالبعض أمانيه مقتصرة لنفسه فهو يتمنى أن يكون له منصب كبير ومستوى عال
وتنتهي أمانيه عند زوجة حسناء وبيت فاخر وسيارة فارهة
ولكن التمنى المحمود فيكون في الذين يتمنون لأمتهم السمو والرفعة والنصر والغلبة
ويستشرفون لها المستقبل والظفر على أعداء الله
وهناك أماني غريبة عجيبة عند بعض العظماء في الدنيا
فقد كان المعتمد بن عباد ملك أشبيليا في الأندلس وكانت دولته أكبر دويلات الطوائف
فرأت زوجته وبناته الفتيات الأندلسيات وهن يسقين الماء ويحملن القرب على أكتافهن
ويمشين على الطين حتى تتسخ سوقهن وثيابهن
فاشتهين أن يفعلن مثل فعل السقايات فأخبرن المعتمد بن عباد بما رغبن
فأمر المعتمد بن عباد أن يحضر نوع خاص من الرمل وأن يخلط بالمسك والكافور والعنبر
ثم يعجن حتى يصير طيناً فيفرش في فناء القصر
وجاء بثياب خاصة تشبه ثياب السقايات وقرب خاصة كقربهن
وجعلن يمشين على الطين الملكي الفاخر مسافة قصيرة حتى أخرجن ما في نفوسهن
هذه بعض أماني أصحاب البلاط السلطاني الغريبة
وقد قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله لوزيره العالم الصالح رجاء بن حيوة رحمه الله :
يا رجاء ، إن لي نفساً تواقة
فلما تربيت في بيوت الملك تاقت نفسي للأمارة
فصرت أميراً على المدينة
ثم تاقت نفسي إلى الخلافة وصرت خليفة على المسلمين
والآن قد تاقت نفسي إلى ما هو أعلى وأجل من الخلافة
لقد تاقت نسي إلى الجنة
فلينظر كل واحد منا ما هي أمانيه وإلى ما تتوق نفسه
أسأل الله عز وجل أن يرزقنا إيماناً يخالط بشاشة قلوبنا
حتى نعلم أن ما أصابنا ما كان ليخطئنا وما أخطأنا ما كان ليصيبنا
اختك بالله
شووق
العرض الشجري
