الجهاد في سبيل الله
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشجع الناس وكانت حياته قبل الهجرة حياة صعبة جداً فيها مقاساة شديدة ومعاناة بالغة مما كان يلقاه من المشركين وكان كل ذلك بصبر وشجاعة.
واستمر التدريب العملي في المسلمين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم طوال العصور الإسلامية الذهبية التي كانت مملوءة بأعمال الجهاد في سبيل الله بالقول وبالأموال وبالأنفس تطبيقاً لقوله تعالى {يا أيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}
وجاءت عصور التخلف وأصاب الوهن جماهير المسلمين فأخلدوا إلى الأرض وأبطرهم المجد الباذخ والنعيم الوافر فضعفوا وطمع بهم أعداؤهم الكثيرون وفقدوا قسماً كبيراً من شجاعتهم التي كانوا يتحلون بها وكأنهم نسوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها" .
ولن يعود للمسلمين مجدهم وما كان لهم من بأس وقوة حتى يرجعوا إلى أسس دينهم وتعاليمه في السلم والحرب.
فما أحوج الأمة الإسلامية اليوم إلى الجهاد والتوحد ورص الصفوف وبذل النفوس للوقوف في وجه هذا العدوان اليهودي الحاقد الذي دنس حرمة الأقصى واستباح حرمات المسلمين في فلسطين بكل غطرسة وجبروت والمسلمون ما بين مستنكر وشاجب ومتظاهر ولا يملكون إلا "لا حول ولا قوة إلا بالله" وكأنهم نسوا ما قال الله لهم {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} .
ولست أعرف مبرراً لهذا الصمت المطبق ، هل هو الضعف أم أنه الجبن أم الخوف على المصالح ؟ أم أنها الفرقة والانقسام ، أم أن ذلك كله قد اجتمع في نفوس المسلمين اليوم.
منقول.............