الجزء الثاني :
وعلى الرغم من العداء القائم بين المسلمين وأعدائهم الذين يتربصون بهم الدوائر فإن حكام العرب والمسلمين يأبوْن على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن تتشبث حتى بما تبقى من الإسلام بعد نقض الحكم به !
وحتى الأمور التي يسعى المسلمون للتشبث بها يأباها عليهم حكامهم , لتكون لهم في حرب المسلمين يدٌ يَرضى بها عنهم أسيادُهم في أمريكا وبريطانيا وفي العالم أجمع .
كيف يكون هذا ؟
فإنا إن قلنا فلا نقول تجنياً عليهم ولا طعناً , وإنما هي حقائقُ ظاهرة ٌ, وبراهين ساطعة .
فهذا طاغية تونس وعلى سبيل المثال لا الحصر , وقد سلط جيشاً لا يخشى الله ولا يتقيه, لملاحقة النساء المؤمنات المحتشمات ليخلعوا عن رؤوسهن غطاء العفة والفضيلة التي أوجبها الله على المسلمات القانتات ,
ليكون هو وجيشه بذلك قد أعلنوا حربهم على الله , ومن له بالله طاقة ؟!
هذا الحاكم المسمى ـ زين العابدين ـ وقد خسأ واللهِ وخسر مَن سمَّاهُ بهذا , فما هو بزين ٍولا عابد , بل هو عاص ٍلله تبارك وتعالى .
نعم فقد منع الجلباب في تونس بحجة أن هذا اللباس ــ طائفي دخيل على المسلمين ــ وكأنه ليس جزءاً من عقيدة الإسلام ,
بل أمر غريب على المسلمين !
وهو ملومٌ في ذلكَ ومعاتب عند ربهِ ,
وقوله هذا حجة ٌعليه عند الله يوم القيامة , إذ شبهَ الخبيث بالطيب ,
فقولنا نحن الواعوون : أن الديمقراطية ليست من الإسلام في شيء ,
وإنما هي دخيلة عليه فعلاً , فليست منه , ولا توافقه أبداً , وتخالفه بكل ما تحمل الكلمة من معنى , وكأن هذا الزنديق يُشبهُ قولنا الرافضَ للديمقراطية بقوله الرافض للحجاب .
أما قوله بأنه طائفي فيعني أن المرأة التي ترتدي الجلباب تنتمي إلى طائفة الإرهابيين !
ومن هم الإرهابيون ؟!
إنهم ليسوا أولئك الذين يحملون السلاح فقط !
بل كل من يعمل أو يدعو لتحكيم شرع الله في الأرض هو في عرف حكامنا إرهابي !!!
يجب أن يُحارَب وأن يُقاتل !
فالمرأة التي تضربُ الخمار , وتدني الجلباب هي في عُرف هؤلاء إرهابية ,
وما عليها إلاَّ أن تنزع خمارها ,
وتخلع جلبابها , وأن تعضَّ بالنواجذ ,
وأن تتشبث باللباس التراثي الشعبي التونسي !
لتكون صاحبة حظ ٍّ عندهم ,
هذا هو الحكم الواجب اتباعه عند هؤلاء المارقين , وهذا مفهومهم عن ما يجبُ أن تكونَ عليه المرأة عندهم !
إخوة الإيمان:
عندما نسمع وعلى سبيل المثال من يسمون بشرطة الآداب !
كما في مصر الكنانة ومعظمنا قد سمع بشرطة الآداب التي تلاحق أولئك الذين يخرجون عن الحياء ويخدشونه في الأماكن العامة , وهذا على سبيل المثال .
مع أن المنكر موجود بكثرة ـ بسبب وجود هؤلاء الذئاب الآدمية !
وغياب الراعي الأمين ــ
أما في تونس فقد جندوا من يطلقون عليهم شرطة الحجاب !
فإذا كانت شرطة الآداب في مصر تلاحق سقط المتاع ,
فإن شرطة الحجاب في تونس تلاحق الشريفات العفيفات لتنزع عنهنَّ ما فرضه الله عليها !!! .
قلنا بأن الحكم كان أول ما نقض , ولا يزال المسلمون يتشبثون بما أمكنهم التشبث به من عرى الإسلام , وعلى الرغم من المحاولات المتكررة لصدهم عما يعتقدونَ , فإنهم بفضل الله ثابتون لا يتزحزحون , مما يجعلُ حكام هذا العصر يجددون المحاولات مرات ومرات , تماماً كحاكم تونس نفسه , وقد بينا فيما سبق موقفه من اللباس الشرعي .
ثم ها هو اليوم يصدُّ المسلمين عن بيوت الله تبارك وتعالى ويمنعها عنهم , ليس بحبسهم عنها !
وإنما بإصداره قانوناً جائراً ,
يحظر فيه على ابن تونس العاصمة أن يصلي في غير مسجده القريب من بيته ,
لأن دخوله إلى مسجد بلدته ابتداءً لا يتمُّ إلاَّ وفق بطاقة مخصصة لذلك ,
والويل كلُّ الويل له إن ضبط مصلياً في غير مسجده .
وصدق الله العلي العظيم إذ يقول :
( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلاَّ خائفين , لهم في الدنيا خزي , ولهم في الآخرة عذاب عظيم )
وصدق رسول الله إذ يقول :
( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ) .
ويقول :
( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد )
فهذا الحديث الشريف أصل من أصول الإسلام وهو ميزان للأعمال في ظاهرها , وعليه فكل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله , وكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله فليس من الدين في شيء .
ليبوء هذا الطاغية ُبإثم نفسهِ وإثم حاكم السعودية الذي حذا حذوه فأمر بالتجسس على المصلين في مساجد المملكة كافة , بإصداره أمراً يقضي بتركيب أجهزة مراقبة وتصوير تحت حجج واهية , وهي والله ما وضعت إلاَّ للصدِّ عن سبيل الله .
إخوة الإيمان:
وَعوداً على بدءٍ , فإنا نقول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حكم بما أ ُمر, وظلَّ خلفاءُ الأمةِ قائمون بالأمانة حافظون للعهد , حتى نقضت العروة الأولى بهدم الخلافة .
واليوم فإنا نرى الأمة تتشبث بالعرى المتتابعة , وتحرص عليها , حتى يتحقق أمر الله العظيم الذي وعد بإظهار دينه على الدين كله ,
ومصداقاً لوعد رسوله الكريم القائل مبشراً بالخلافة الراشدة :
( ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة ) .
فسارعوا إخوة الإيمان إلى العمل لإعادة هذا الصرح العظيم , واحرصوا على أن يكون لكم في هذا الصرح سهم تطيب فيه نفوسكم , وترضون به ربكم , واعلموا أن ما عند الله خيرٌ وأبقى للمتقين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تم بحمد الله ورعايته