قصه ان شا الله تعجبكم مثل ما عجبتني يالله نقارها مع بعض
ودارت الأيام
رجل غني مَنَّ الله عليه بالمال الوفير والخير الكثير ، تزوج من امرأة طيبة صالحة محبة للخير ، فكانت نعم الزوجة له ، أما هو فكان من غناه وكثرة ماله شديد البخل أناني الطبع وكانت زوجنه تحاول بشتى الطرق كي تصلح من حاله وتهذب خلقه إلا أنه كان عنيداً حاد الطبع0
وفي يوم كان جالساً على مائدة الطعام والزجة الطيبة جالسة بجانبه تقدم له أطباق الطعام وهو يلتهمها الطبق تلو الآخر ، وأثناء ذلك طرق الباب سائل فقير قد أخذ منه الجوع كل مأخذ يتمنى لقمة كي يسكت بها جوعه ، فقام الرجل الغني ليفتح الباب فلما رأى السائل واقفاً غضب غضباً شديداً واحمرت عيناه وانتفخت أوداجه وانتهره وطرده شر طردة ثم أغلق الباب بشدة خلفه وهو يسب ويلعن0
فقالت الزوجة : خيرًا ، ما الذي حدث !؟
قال : سائل سخيف ، كم أكره هؤلاء الشحاذين0
قالت الزوجة : لو أعطيته لقمة0
قال : أعطيه لقمة !! هذا مالي لقد تعبت فيه وجمعته بكدي وعرقي أوزعه على هذا وأمثاله !!0
قالت الزوجة : ولكن الخير كثير والحمدلله0
قال : ماذا؟ وتردين على أيضاً؟ اسكتي وإلا ألحقتك بأهلك0
قالت الزوجة : أتكلمني بهذا الأسلوب بعد هذه العشرة الطويلة !؟
قال : ألا زلت تردين علي اذهبي فأنت طالق0
ودارات الأيام وتوالت الأعوام وشاء الله عز وجل أن تتزوج المرأة برجل آخر مستقيم الخلق هادئ الطبع رقيق القلب وعاشت معه أياماً جميلة ولحظات سعيدة ، أما زوجها الأول فقد زالت نعمته ، وافتقر وساءت حاله ، وهكذا هي الأيام لا تدوم على حال0
وفي أحد الأيام كانت جالسة مع زوجها على مائدة الطعام يأكلان مما رزقهما الله وإذا بالباب يطرق0
قالت الزوجة : من الطارق؟
قال : سائل فقير قد أوشك على الموت من شدة الجوع0
فقال الزوج : خذي هذه الدجاجة وأعطيها إياه0
فحملت الزوجة الدجاجة وخرجت بها إلى السائل فإذا السائل هو زوجها الأول فأعطته الدجاجة ورجعت وهي تبكي ، فلما رآها زوجها على هذه الحالة سألها قائلاً : ما الذي يبكيك ؟ ماذا حدث !؟
قالت الزوجة : إن السائل الذي بالباب كان زوجي ، وذكرت له قصتها مع ذلك السائل الذي انتهره زوجها الأول وطرده0
فقال لها زوجها : ومم تعجبين وأنا السائل الأول الذي طردني زوجك الأولز
هكذا هي الأيام لا تدوم على حال والنعمة زائلة خاصة لمن لا يعرف حق الله فيها فالواجب على من رزقه الله ومن عليه بالمال والثروة أن يؤد حق الله ، وأن يزكي ويتصدق على الفقراء والمساكين واليتامى والسائلين ، وأن يحرص على أن يشاركه غيره فيما رزقه الله من نعم0
من كتب مكتبة المنار الاسلامية
قصص هادفة من واقع الحياة
;)