أخي العزيز
أنا لا أشعر بأي انزعاج.
و ان ما قلته لهو حقيقة مؤكدة.
فلقد خلقنا الله للعبادة, و التعبد هو الحب المقدس و هو لله وحده ولا يجب تخصيصه لغير الله , و اذا قمت أخي بالبحث عن معني التعبد لوجدت معناه الحب.
و لما كنا قد خلقنا للعبادة فلقد خلقنا للحب.
و بالنسبة ل
(اهمس اليك شاكرا و حــامدا
اشعر بلمساتك الودود ساجدا
أنــس بصـــحـبتك مصـــليا
أجد في حبك خــير حـاميــا )
فأنا أعبر عن شوري و انا أصلي و اناجي الله و ليس في ذلك شرك ان اعبر عن حبي لله
أخي العزيز المقصود بما كتبت هوالتعبير عن حبي لله و امتناني لمن كانت السبب في هذا الحب.
يقول الله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) (آل عمران/31 ، 32)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِين)(المائدة/54)
وهذا الحب الذي رسخ في القلب ، وأوصل العبد بربه ، لا يعرفه إلا من وجد إيقاع صفات الله تعالى في حسه ونفسه وشعوره وكينونته كلها ، ولا يقدّر حقيقة هذا الحب إلا الذي عرف حقيقة المحبوب وهو الله تعالى
وحب الله تعالى لعبده أمر لا يقدر على إدراك قيمته إلا من عرف الله تعالى ، إذ أن حب الله تعالى لعبده نعمة لا يدركها إلا من ذاقها ، وذاق حلاوتها ، وحلاوة القرب من ربه عز وجل ، ذلك القرب الهائل العظيم ، المليء بالفضل الجزيل
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّه ؛ لأن قلوبهم لم تعمر إلا بذكر الله تعالى
و قد جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال إن الله تعالى ، قال : ((من عادى لي وليـًا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرّب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطشُ بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينَّه ، وإن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته))
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً)(مريم/96)
شبه بعض العلماء الحب بالهرم قاعدته أوسع ما فيه ثم كلما علوت في درجاته تقلص وتفرد حتى يصير في النهاية إلى قمة حب متفرد وهو حب الواحد الأحد سبحانه وتعالى
نعم يا أخي لقد خلقنا للحب, حبه عز و جل
و يشهد الله انني لم اكن ابغي سوي التعبير عن حبه بما يعتمر في قلبي.
أخي العزيز آهــــات من فضلك أعد قراءة الخواطر مرة أخري