هي عبارة عن مجموعة من الأحداث ذات الصلة بشخصيات أنسانية تختلف أنماط سلوكها وعيشها في الحياة تماما كما في حياة البشر ، يرويها الكاتب بأسلوب مشوق فيشدنا الى الأحداث ، ويأسرنا حتى لنظن ان ما يرويه حقيقة .
القصة لا تعرض لنا الواقع شأن كتب التفسير والتاريخ وانما تنسج صورة مموهة منه يتدخل فيها الخيال فيلونها ويؤطرها ويذوقها وليس ضروريا ان تثبت المستندات والوثائق حقيقة ما يجري على الورق لأن المهم هو مماثلة أحداث القصة لأحداث الحياة ، وان كان القصاص بارعاَ في السرد والتحليل كتب لأبطاله الخلود .
القصاص يراقب حياة الناس ويختزن مشاهداته في فكره ثم يختار وينتقي من تلك المشاهدات ما يجده لازما وضروريا لكتابة القصة ، ولا يقاس نجاح القصة بضخامة الحادثة والا تحول كل الناس الى قصاصين ناجحين ، فالمهم هو تعمق الكاتب لهذه الحادثة وتحليله الجيد للشخصيات وسرده كل ذلك بأسلوب جميل وشيق وقد تكون الحادثة بسيطة جدا ومع ذلك ينجح القصاص في تقديمها وعرضها ، ومما لا شك فيه أن كل فرد منا يحب أن يرى ذاته في ما يقرأ ويشاهد وكلما نجح الكاتب في تصوير سلوكنا وفي تحليل ميولنا ونزواتنا شعرنا بروابط حميمة تشدنا الى عمله ولا بد ان يمتلك هذا الكاتب موهبة في لباقة السرد ترفدها ثقافة عامة وشاملة ودقة نظر في التحليل وخيال بارع في تجميع الأحداث وفي رسم الظلال والألوان .