شاب متطلع محب للقراءة واكتشاف العوالم المستورة، جامعي، امضى شهورا يرافق عبدة الشيطان!!
قضيت معه ثلاث ليالٍ أحاوره واستمع إليه، واسأله، بل وامتحن معلوماته عن هذا العالم وطقوسه وثقافته فافادني كثيرا..
كيف تَعرَّف إليهم؟
واين يجتمعون؟
وما هي الفلسفة الفكرية التي ينطلقون منها في التزامهم بهذه العبادة الجهنمية؟
الدم وطقوسه وشربه ورشه على الاجساد!
رأس التيس وذبح الكلاب!
الجنس الجماعي الشاذ!
الموسيقى الجنونية!
المخدرات!
الحج الى صحراء بلد عربي شمال افريقي!
كيفية تعرفهم على بعضهم البعض!
نوع اللباس الذي يميزهم!
استدراجهم للبنات وتقديمهم قرابين على مذبح الجنس في لحظة الطقوس والموسيقى الصاخبة وربط الاعين ثم ادخال رجال بين النساء وهتك اعراضهن!
صلتهم بالسفارات الاجنبية!
الدعم المالي!
نكاح الجثث!
استغفال الاهل ونظرتهم لمفهوم الاسرة!
مسائل عديدة ومحاور جريئة استمعت اليها من الشاب، فأسفت الاسف كله لشباب مسلم يخاطبه القرآن العظيم بكل وضوح وصراحة
«ألم اعهد اليكم يا بني آدم ان لا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين»
في هذه العجالة احب ان أُلخص ما اريده بما يلي:
اولا: علينا ان نحدد موقفنا من هؤلاء الشباب سواء كانوا قتلة او عبدة شيطان او جنس ثالث، أو يرتكبون اي جريمة فظيعة تصدم مجتمعهم، علينا ان نحدد موقفنا تجاههم هل هم ابناؤنا ام اعداؤنا؟!
والواقع انهم ابناؤنا، اذا لابد ان نتعامل معهم بنظرة ومنهج يختلف فيما لو كانوا اعداء يتربصون بنا من الخارج, فهؤلاء ضحايا ابتلينا بهم فلنتعاون على انقاذهم، والحفاظ على سلامة المجتمع, وبما اننا مجتمع، فكل مجتمع يفرز مظاهر جديدة متحركة والعبرة بكيفية تعاطي الدولة والمؤسسات والمثقفين واهل الاختصاص مع مثل هذه البلايا.
ثانيا: الاعلان المقروء والمسموع والمكتوب يركز في تغطيته على مثل ظاهرة ـ ان صح تعبير ظاهرة ـ عبدة الشيطان على الطقوس والجرائم والمظاهر ويغفل الجذور الفكرية والاجتماعية التي تنبثق منها هذه الامراض.
ثالثا: مثل هذا التمرد على القيم والاديان نتيجة حتمية للعلمانية الشمولية، والنظريات المادية، وطغيان فلسفة النسبية المطلقة في الفهم، وتحطيم الثوابت، والغاء المشتركات الانسانية، وتسليع الانسان، وضياع معنى الحياة والهدف من الوجود, باختصار السير في طريق الشيطان ومعاندة شريعة الرحمن.
في هذه اللحظات تذكرت الفتنة الهوجاء التي اثارها الدكتور صادق جلال العظم في منتصف الستينات في محاضرته «مأساة ابليس» والتي ضمنها في كتابه «نقد الفكر الديني» مدافعا بحماس منقطع النظير عن ابليس.ومثله فعل توفيق الحكيم ولكن بحماس اقل في روايته «الشهيد» عندما اجرى حوارا بين ابليس وشيخ الازهر فتعاطف مع الشيطان وكأنه مغلوب على امره!!
كتبه الشيخ محمد العوضي .