قال لها:ارسميني بأي شكل,لا يهم ماذا ترسمين,فقط امسكي بالريشة واغمسيها في الزيت وابدأي بالرسم
قالت:انا لا اجيد الرسم,وفضلاً عن ذلك انت قمت بإحضار الوان داكنه مملوئة بالسواد!!,الا يوجد لديك الوان حلوة وفاتحه لعلي احاول ان احدد ملامحك!
قال:لا يهم ايتها الملاك,ابدأي الآن بالرسم,سأجلس هنا امامك على الكرسي واتصنم.
قالت:ولماذا إذن سلطت الضوء علينا جميعاً؟؟ كان من المفترض ان تقوم بتسليطه عليك فقط؟؟.
قال(وفي ربكه,وقد احس انها بدأت تكتشف السر),لا لا لقد سلطته عليكِ لأرى توجيهاتكِ لي ولأعلم إلى اي اتجاه انظر!!.(يتمتم صاحبنا بينه وبين نفسه,عذر سخيف جداً)..
قالت:هكذا إذن تريد؟؟
قال:نعم,هو كذلك!!
استمر الرسم وصاحبنا (متسمّر) ينظر بشكل مباشر إليها.وفي عمق النظر قاطعته وقالت.
-انظر الآن في الجهة اليسرى.
احس بربكة كبيرة تملأ جسده,فمخططاته ستفشل فشلاً ذريعاً إن اطاعها,وخصوصاً انه وصل إلى نهاية الرواية المتخيلة!!!
لا يود صاحبنا ان يخبرها ان كل هذه اللعبة ليست للرسم ولا لأي شيئ آخر,لقد اراد ان ينظر إلى وجهها المستدير الجميل,وفمها الذي يشع جدية,وعيناها الممتلأتان بالحزن والغضب في نفس الوقت؟,كان يشرع في كتابة رواية وكان يحتاج إلى شيطان الرواية(مثل شيطان الشعر),وقد ايقن ان هذه الحبيبة لو امعن النظر فيها ستكون اكبر دافع لكتابة الرواية ونسج احداثها.
لقد كان المشهد معكوس تماماً,كان هو الرسام وهي الشخص الجالس,كانت ادواته الحب والخيال,وكانت هي بمثابة المحرك القوي لهما...كل ما كان يحتاجه هو ساعه ونصف فقط كي يتمعن في كتلة الحب هذه التي تجلس امامه...لقد تحقق مراده الآن,وسيبدأ بالكتابه!!!.
قال:ليس من المفترض ان انظر إلى أي جهة فأنا اريدكِ ان تقومين برسمي وانا انظر بشكل مباشر,هذا ما اريده..
قالت:لك ذلك.
مضى اكثر من ساعة وصاحبنا يحملق حملقة شديدة,ويسبح بخياله,وعند مضي ساعتين انتهت اللوحة وطلبت منه الإقتراب لكي يراها.
لقد رسمته وهو جالس على الكرسي بشكل جيد لا بأس به,لكن ما اثار استغرابه,انها رسمته وهو ممسك بقلم ويكتب!! وقد اكمل سبعة اسطر والأغرب من ذلك ان عيناه تنظران إليها بشكل مباشر؟؟؟؟
هل من الممكن ان يصل إحساس المرأة إلى هذا الحد التعجيزي((قالها صاحبنا بينه وبين نفسه وهو ينظر إلى اللوحة ويمتدح طريقتها في الرسم, ولم يعلق ابداً حول القلم والورقة!!!))..
شكراً.
العرض العادي
