أعتذر للجميع لتأخري عن الرد وخصوصا الأخ راكان وإن كانت الأخت حلم قد ردت نيابة عني لكن يبقى موضوعك أخي راكان متميزا وأرجوا أن تصوغه في فكرة جديدة لعرضه لفائدة
أخت حلم لك الشكر والتقدير على طلبك نقل الموضوع وتثبيته فتحمليننا مسؤلية لسنا أهلها وأسألأ الله أن يجعلني خير مما تظنون ويغفر لي ما لا تعلمون
الاخت نجد الاسلام أنت لك أجمل تحية وتقدير ياداعية الخير وياوجه الخير سلمت يمينك التي كتبت تلك الأحرف
الأخ متأمل لله كم نحبك في الله دون أن أراك أو أعرفك إنما احببت قلمك المبدع ودعوته للخير.......جزاك الله عني خير الجزاء
أخي بقايا جروح بارك الله فيك وفي طرحك ونفع بقلمك جميع أخواننا واخواتنا .... اللهم آمين ... اللهم آمين ... اللهم آمين....
أخي من أجمل ما قرات هذا السؤال الذي اطرحه وأطرح إجابته بين ايديكم والذي يدور حول نفس إطار الموضوع الذي قمت مشكورا بطرحه
سؤال هام
خجولة ومترددة .. هل أصلح للدعوة ؟
انا أريد أن أكون داعية، لكن أجدني خجولة ومترددة، وقليلة العلم في الجانب الديني، مع أن الكثيرين يجدون لي أسلوبًا مميزًا في الإقناع، لكن أنا لا أجد ذلك، وهذا الأمر يجعلني أشعر باللوم والتأنيب لتقصيري.
فما الحل؟ وكيف البداية؟ وما هي الطرق؟
وجُزيتم خيرًا.
الرد
أختي الحبيبة،
حياك الله وأكرمك على حرصك على سلوك طريق الدعوة واتخاذها أملاً وهدفًا، جعلك الله من الداعيات إلى رضاه والجنة، وبعد..
أخيتي، ربما لا أريد أن أكرر كلامًا قلته وقاله زملاؤنا في هذه الصفحة المباركة من قبل حول ماهية الدعوة، وأنها ليست للخاصة بل لكل من وعى وفهم أمر دينه، وإلا لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض حديث له رواه البخاري: (بلِّغُوا عَنِّي ولو آية).
إذن، دعينا نتفق على أن كل مسلم داعية، لكن كلٌّ حسب قدراته، وما حباه الله به وفضله من مميزات يختلف بها عن غيره، ودعينا أيضًا نؤكد على أن المرأة بالذات - بصفتها مسئولة أو ستكون مسئولة عن بيت وتنشئة وتربية - يجب أن تُربَّى تربية دينية صحيحة واعية، لكي تصل ببيتها وزوجها وأبنائها إلى بر الأمان، فهي من أهم العاملين في مجال الدعوة، خصوصًا في عصرنا الحالي، وما يكتنفه من فتن ومحن.
وأشد ما أعجبني في سؤالك هو تشخيصك الدقيق لهدفك أولاً، ولنقاط ضعفك وقوتك من جهة أخرى، وربما قدمتُ نقاط الضعف على القوة؛ لأنها ما سنركز عليه، وكيف تطوعينها لصالحك، لتقهري بها وقوفك مكانك وعدم تقدمك في الطريق التي اخترتها وتتمنينها.
وأحب أن أبدأ بقلة العلم في الجانب الديني، وأسألك: لماذا لا تبدئين برنامجًا لتقوية هذا الجانب؟ فمن مميزات العصر الذي نعيش فيه هو سهولة التحصل على العلم، فقد أصبح يأتيك وأنت في بيتك، سواء على شكل شرائط كاسيت أو برامج تلفزيونية، والأهم من هذا وذاك هو الإنترنت، فقد بدأَتْ مواقع كثيرة في بث العلم الشرعي عن طريق جامعات ومعاهد التعليم عن بُعد، وأخذت خطوات لا بأس بها في هذا المضمار، وربما أتوقع لها إن شاء الله المزيد من التقدم، فلماذا لا تكونين من السبَّاقات لسلوك الدرب القويم معهم، شريطة أن تتأكدي من أنهم من أهل السنة والجماعة، وهذا ليس صعبًا؛ لأنهم يكتبون مناهجهم وطريقتهم، فيصبح من السهل معرفة توجهاتهم.
هذا جزء، والجزء الآخر هو القراءة، فأنصحك أن تقرئي ما تيسر لك من كتب التزكية والتفسير، ولا تبدئي بالكتب الضخمة، ابدئي بكتب سهلة وبسيطة، فعلى سبيل المثال لا الحصر: هناك كتاب في التفسير اسمه: (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن) للعلامة الشيخ السعدي، وهو كتاب سهل قوي جامع، وربما بدأتُ لك بكتب التفسير؛ لأن من يفهم القرآن ويعيه ويتبعه وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام فقد استمسك بالعروة الوثقى، بالإضافة لأنه سيعطيك دفعة علمية ولغوية وبلاغية لا يستهان بها، فيكسر من حدة ترددك وخجلك، فالتردد – بنيتي – لا يتأتَّى إلا من فقر العلم، أعاذك الله وإيانا منه.
ومتى أخذتِ زادًا كافيًا لطريقك، أضفتِ انطلاقة قد لا تحلمين بها، وزدتِ من قوة إقناعك التي تتميزين بها، وصِدقك الذي أستشعره من خلال كلماتك.
أما الخجل والتردد فيمكنك أيضًا الاستفادة منهما، خاصة في الوقت الذي تتلقين فيه العلم الشرعي قبل أن تبدئي رحلتك الدعوية، استثمري خجلك وصمتك في مراقبة مَن حولك من الناس: كيف يتصرفون؟ كيف السبيل إليهم؟ ولماذا يعاند بعضهم ويستجيب بعضهم؟.
حاولي أن تكتسبي خبرة في فن التعامل مع البشر على اختلاف شخصياتهم وطبقاتهم، حاولي أيضًا أن تتعلمي متى تدخلين إلى قلب من أمامك، وكيف تصلين إلى مبتغاك في الأخذ بيده لسبيل الله عز وجل، لا تتورعي عن سؤال من سبقك في مجال الدعوة وأحسست صدقه وإخلاصه لله عز وجل عن خبراته، واعلمي دائمًا أن العالم هو من لم يتكبر عن العلم، وسعى إليه بقلبه قبل عقله، وبروحه قبل جسده، مهما بلغ من العلم، ومهما تمكن من الوعي والفهم.
أخيرًا: أحب أن أهمس في أذنك أخيتي، بأنك لن تنجحي في هذا الأمر إلا إذا أخلصتِ نيتك لله تعالى عز وجل، ونبذتِ حظ نفسك، فالداعية يتعرض لفتن لا يتعرض لها غيره، مثل العُجْب والكِبر، خاصة إذا أخذ بيد عدة أشخاص، أو جلس بين من يجهلون، فينسى أنه كان بالأمس مثلهم، وأنها منة الله عليه، وربما يقول لسان حاله: (إنما أوتيته على علم عندي)، فاحذري أن يدخل إليك الشيطان من هذا المدخل، أعاذنا الله وإياك منه، ومن شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
وفقك الله وبارك فيك، وجعلك وإيانا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وفي انتظار أخبارك.
بارك الله في جميع أخواني واخواتي في الله ونفعنا بمانقول وما نعمل...