ظل لقاؤه حلما لم يتحقق
تـناثرت دمـوعـها على خد الزمان تـندب بـها حـظـها العاثر في رؤية من أحبت وضـحـت من اجـلـه عـقـديـن مـن عـمـرهـا وهـي تـحـلـم بالـلـحـظـة الـتي ستراه فيها...
فـقـدتـه وهـو فـي أمـس الحاجة لـحـبـها ودفـئـها الـتي لا أحـد سواها يعوضه ما فـقـد..
انـتهـى بـريـق حـياتـها حـزنا على فراقه..بـكـت دمـا لاجـلـه....
نـاحت أنـيـنا لبعده..
أبــت المـسافـات أن تـقـربـه مـنـهـا وتـقـطـعـت كـل الأسـباب لـرؤيـتـه......
وعـلى الـرغـم مـن كـل الآلام الـتي كابـدتـها بـقـي لـديـهـا بـصـيـص أمـل فـي عـودتـه.....
شـعـرة لـم تـتـقـطع فـي جــدائــل ذلـك الــحــب الــكــبــيــر.....
وفـي يــوم وهـي تـجـوب الـطـرقـات هــائـمـة على وجـهـهـا بـحـثا عـنه وفي ذلـك الـكـم الـهائـل مـن الـبـشـر...
لـمحـت وجـها انـتـفـض قـلـبـهـا لـرؤيـتـه فـتـلـك الـعـلامــة على جـبـهـتـه مـيـزتـه عن غير البشر.....
وجـعـلـتـه لا يـغـيـب عـن ذاكـرتـهـا أبـدا حـتى السنين لم تـغـيـر من مـلامـحـه إلا الـقـلـيـل..
رأتــــــه فـانـفـطـر قـلـبـها لـرؤيـتـه كـان يـسـير هـائـما فـي الـطـرقـات بـاديـا عـلـيه الضياع ولم يـكـن يـفـصـل بـيـنـهـمـا سوى ذلـك الشارع فما أن الـتـقـت نـظـراتـهـمـا دوت صـرخــة عـالـيـة انـطـلـقـت مـن بـيـن شـفـتـيـهـا وذكـــرت اســــمـــــه......
وباســـتـــدارة سـريـعـه إلى مــصدر الــصــوت عــرفـــهــا واســـرع إلــيــهــا يــــرتــمــي فــي أحــضانـــهـــا عــــلـــه يــعــوض حـــرمــانــــه مــنـــها..
ومـــا هـــي إلا لـــحــظــه حــتــى باغــتــتـه بـسـرعــة الــبــرق ســيــارة مــســرعــــة أزهـــقـــت روحـــه فـي ثــوان غــادرة وضـاع حـلـم تـلـك الام الــــــذي لـم يـتـحـقــق وهــو أن تـضـم ابـنـهــا الـوحـــيـد إلى صــدرهــا وتـعـيـش ما تـبـقـى مـن عـمـرهـا مـسـتـظـلـة بـجـنـاحـه وان تــروي ولــو لــمرة واحــدة أمـــومــتــهــا بــلــقائــه
و يــروي حــرمــانــه بــحـبـهـــا..
لــكـنـه مــات في لــحــظــه الــلـقـاء
وظل لقاؤه حلما لم يتحقق...........