قبل بضعة أعوام أثار فلورنتينو بيريز الرئيس السابق لنادي ريال مدريد الإسباني دهشة كبيرة في مختلف أرجاء عالم كرة القدم بسبب صفقاته الجريئة التي من خلالها ضم عددا من أبرز نجوم كرة القدم في العالم لناديه.
حيث انضم النجوم لويس فيجو وزين الدين زيدان ورونالدو وديفيد بيكهام لامثال روبرتو كارلوس وراؤول غونزاليس كأبرز النجوم "العمالقة" المرفهين بالنادي.
وكانت الانجازات التي حققها النجوم العمالقة في ريال مدريد ضئيلة جدا مقارنة بالرواتب الباهظة التي كانوا يتقاضونها ولكنهم على الأقل نجحوا في أن يجعلوا من ريال مدريد النادي الأعلى دخلا في العالم بفضل الحملات التسويقية الشرسة وجولات الفريق التي لا تنتهي في آسيا.
وفي النهاية كان الوحش الذي صنعه بيريز هو من افترسه على طريقة فرانكينشتاين وجر بيريز ريال مدريد إلى أزمة حقيقية عندما استقال من منصبه قبل خمسة أشهر.
ويدعي رئيس ريال مدريد الجديد خوان رامون كالديرون الذي كان يعمل مديرا بالنادي في عهد بيريز أنه يسير مبتعدا عن نموذج "النجوم العمالقة" الذي وضعه بيريز.
وصرح كالديرون الأربعاء قائلا: "لم نعد نريد مجموعة من اللاعبين الموهوبين على المستوى الفردي, ولكننا نريد فريقا مندمجا ومتوازنا من اللاعبين الملتزمين".
ولكن ما أسهل القول عن الفعل, فقد أحضر كالديرون المدرب الإيطالي المخضرم فابيو كابيلو لبناء ذلك الفريق الذي يحلم به ولكنه مازال يواجه عملا لا حصر له في محاولته لنقل ريال مدريد من مرحلة "النجوم العمالقة", فقد رحل فيغو وزيدان بالفعل أما رونالدو وروبرتو كارلوس فقد يقدمان على الرحيل قريبا.
إلا أنه من أول الأعمال التي قام بها كالديرون بعد توليه رئاسة ريال مدريد كان تجديد عقد بيكهام حتى عام 2009 برغم الشكوك التي أثارها كابيلو حول قيمة بيكهام كلاعب في صفوف الفريق.
وكتبت صحيفة "إل بايس" في الأسبوع الماضي تقول: "إن تمديد عقد بيكهام إنما يؤكد أن الكفاءة في بيع قمصان الفريق ما زالت أهم في ريال مدريد من الكفاءة على أرض الملعب".
وأصبحت مشكلة ريال مدريد الأساسية حاليا هي متوسط أعمار لاعبيه حيث يتجاوز سن عشرة من لاعبيه 30 عاما, ولم يزد ضم كل من المدافع الإيطالي فابيو كانافارو (33 عاما) ولاعب خط الوسط البرازيلي إميرسون (30 عاما) الأربعاء من نادي يوفنتوس الإيطالي إلا من سوء الوضع.
وخرجت صحيفة "موندو ديبورتيفو" التي تصدر بمدينة برشلونة الإسبانية لتصف ريال مدريد بأنه "يتغير من نادي النجوم العمالقة إلى نادي الشيوخ".
وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "آس" الصادرة في مدريد أن 69 بالمئة من الجماهير ترى أن متوسط أعمار الفريق يجب أن ينقص.
والأكثر من ذلك أن 53 بالمئة من جماهير ريال مدريد يرون أن نادي برشلونة خرج بصفقة أفضل مع يوفنتوس عندما أنفق على شراء المدافعين جانلوكا زامبروتا وليليان تورام مقابل 19 مليون يورو في حين اشترى ريال مدريد كانافارو وإميرسون مقابل 24 مليون يورو.
وتوجد لدى جماهير ريال مدريد مشاعر متباينة تجاه صفقة ضم المهاجم الهولندي رود فان نيستلروي (30 عاما) من مانشستر يونايتد الإنكليزي.
فالغالبية يفضلون لو أن كالديرون يفي بوعوده الانتخابية ويضم للفريق النجوم الشباب كاكا وسيسك فابريغاس وآريين روبن برغم أن إبرام هذه الصفقات بات شبه مستحيلا الآن مع رفض أندية هؤلاء اللاعبين وهي آيه سي ميلان وآرسنال وتشيلسي على التوالي التفاوض مع ريال مدريد.
أما اللاعبون الشباب الآخرون الذين يود جماهير ريال مدريد في رؤيتهم بصفوف فريقهم فهم لاعبو المنتخب الإسباني زابي ألونسو وخواكين سانشيز وخوسيه أنطونيو رييس.
ويسعى كالديرون جاهدا للخروج من إطار نموذج "النجوم العمالقة" الذي فقد كل شعبيته الآن والذي تحمل كل اللوم في عدم نجاح ريال مدريد في الفوز بأي ألقاب منذ عام 2003 ولكن كالديرون مازال عالقا مع "الشيوخ" حتى الآن.